نظرية أسطورة يسوع
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
نظرية أسطورة يسوع[1] أو نظرية تاريخية يسوع[2] هي الافتراض القائل بأن يسوع الناصري لم يكن موجودًا، أو إذا كان، فإنه لم يقم بأي دور في تأسيس المسيحية، ولا فيما يتعلق بالروايات الأناجيل.[3][4][5] تخالف نظرية أسطورة يسوع وجهة النظر التاريخية السائدة، ورغم اشتمال الأناجيل على العديد من العناصر الخرافية أو الأسطورية، إلا أن هذه العناصر توضيحات دينية أضيفت إلى السيرة الذاتية للشخصية التاريخية.[6]
يعد برونو باور أول عالم ينكر وجود يسوع، ولكن تأثير رأيه كان هامشيًا على السياق العام لنظرة العلماء وقتها.[7] أما اليوم، فيرى الناقدون لوجود يسوع، أنه على أفضل تقدير كان وجوده غير مؤثر.[8] لم تبق أي مرويات لشاهدي العيان، رغم وجود العديد من المؤلفين في ذلك الوقت.[9] رفض هؤلاء العلماء رسائل بولس لأنها، بصرف النظر أن هناك عدد قليل من المقاطع تم زياداتها، لا تحتوي على إشارات إلى يسوع الأرضي الذي عاش في الجسد. وهناك غياب تام لأي معلومات عن سيرته الذاتية المفصلة التي يمكن توقعها إذا ما كان يسوع معاصرًا لبولس.[10] لا يمكن اعتبار الأناجيل القانونية والمواد الأبوكريفية الأخرى مصادرًا مستقلة، بل من المحتمل أنها جميعًا مستقاة من راوية خيالية أصلية وحيدة.[11][12] كذلك لا تحتوى روايات بداية القرن الثاني الميلادي الرومانية إلا على دلائل بسيطة للغاية على وجود يسوع،[13][14] إلا أنها من غير المضمون استقلاليتها عن المصادر المسيحية.[15][16][17] يعتبر المنكرون لوجود يسوع قلة الدلائل على وجوده سببًا كافيًا للتشكيك في وجوده،[18][19] والبعض الآخر يذهب أبعد من ذلك، فيستشهدون بأدلة مختلفة لإظهار أن المسيحية لها جذور توفيقية أو أسطورية. وبالتالي، لا ينبغي أن ينظر إلى يسوع التاريخي باعتباره مؤسس الدين، حتى ولو كان موجودًا.[20][21][22][23]
في الدراسات الحديثة، تعد نظرية أسطورة يسوع نظرية هامشية، ولكنها مقبولة بين عدد قليل من الأكاديميين، ممن وصفهم روبرت برايس بمن يحملون وجهة نظر «يسوع اللاأدرية»، في حين يذهب آخرون أبعد من ذلك ويتمسكون بوجهة نظر «إنكار يسوع».[24][25][26][27] يقول بعض العلماء أن هناك عددًا معقولاً من اليواسيع الذين من المحتمل أنهم كانوا موجودين، ولكن دون تأكيد على أيّهم كان يسوع التاريخي.[28][29][30] ويقول آخرون أن يسوع قد عاش في وقت أسبق مما هو معروف، في ماض بعيد يُتذّكر بالكاد.[31][32]
وعلى الرغم من هذا، لا يزال هناك توافقًا قويًا في الدراسات التوراتية النقدية التاريخية على حياة يسوع التاريخي في القرن الأول الميلادي في فلسطين الرومانية.[33][34][35][36][37][38][39] ويختلف العلماء حول تاريخية فترات محددة مذكورة في روايات الكتاب المقدس حول يسوع.[40] إلا أن هناك حدثين متوافق عليهما تقريبًا تاريخيًا، وهما معمودية يسوع على يد يوحنا المعمدان، وصلبه بأمر الحاكم الروماني بيلاطس البنطي.[41][42][43]