وثنية سلافية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يدل مصطلح الوثنية السلافية أو الدين السلافي على المعتقدات والأساطير والشعائر الدينية للسلافيين قبل عملية تمسيح نخبتهم الحاكمة. حدثت عملية التمسيح هذه على مراحل متعددة بين القرنين الثامن والثالث عشر: كان السلافيون الحنوبيون القاطنون في شبه جزيرة البلقان في أوروبا الجنوبية الشرقية، المحاذية للإمبراطورية البيزنطية في الجنوب، في جو تأثير المسيحية الشرقية الأرثوذكسية، بدءًا من اختراع الأبجدية السلافية (الغلاغوليتسية أولًا، ثم السيريلية) في 855 بواسطة الأخوين القديسين سيريل وميثوديوس وتبنّي المسيحية في بلغاريا في عام 863 للميلاد. ثم تابع السلافيون الشرقيون مع تبني فلايديمير عظيم روس الكييفية الرسمي للمسيحية في عام 988.[1][2]
وقع السلافيون الغربيون تحت تأثير الكنيسة الكاثوليكية الرومانية منذ القرن الثاني عشر، ومضى التمسيح يدًا بيد -جزئيًا أو كليًا- مع الجرمنة.[3]
ولكن تمسيح الشعب السلافي، على أي حال، كان ظاهرة بطيئة وظاهرية -في كثير من الأحوال-، لا سيما في ما أصبح اليوم روسيا. كان التمسيح نشطًا في الأجزاء الغربية والوسطى ممّا أصبح اليوم أوكرانيا، إذ كانت أقرب إلى العاصمة كييف، ولكن حتى في تلك الأماكن، تكررت بين كل فترة وفترة لعدة قرون حركات مقاومة شعبية قادها الفولفات ورجال الدين الوثني والشامان.
قاوم السلافيون الغربيون المسيحية بشدة، حتى فرضتها الحملات الصليبية الشمالية بالقوة عليهم. حدثت بين البولنديين والسلافيين الشرقيين حركات تمرد في القرن الحادي عشر. وكتب المؤرخون المسيحيون أن السلافيين كانوا يعودون مرة بعد مرة إلى دينهم الأصلي.[4]
أُدخلت عناصر كثيرة من الدين السلافي الأهلي رسميًا في المسيحية السلافية، وإلى جانب هذا، استمرت عبادة الأسلاف في الدين الشعبي غير الرسمي حتى العصور الحديثة. قادت مقاومة السلافيين للمسيحية إلى «توليفة غريبة» سُمّيت بكلمات الكنيسة السلافونية القديمة دفويفري، أي «الدين المزدوج». منذ أوائل القرن العشرين، مضى الدين الشعبي السلافي في عملية إعادة خلق وإدماج منظمة في حركة الدين المحلي السلافي (رودنوفيري).