نهضة بابوية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يؤرخ عصر النهضة البابوية من تاريخ البابوية بين الإنشقاق الغربي والإصلاح البروتستانتي. من انتخاب البابا مارتن الخامس في مجمع كونستانس عام 1417 إلى عصر الإصلاح البروتستانتي، حيث كانت المسيحية الغربية خالية إلى حد كبير من الانقسام. وعرفت البابوية في هذا العصر في إستقرار، وقام الباباوات والكرادلة الأثرياء على نحو متزايد برعاية فنون عصر النهضة والهندسة المعمارية، وقاموا بإعادة بناء معالم روما من الألف إلى الياء.
أنتخب الباباوات في هذه الفترة من خلال توافق مجمع الكرادلة الذي انتخبهم. كانت السيطرة على مجمع الكرادلة من قِبل أقارب البابا، والكرادلة المتوجين (ممثلي الملكيات الكاثوليكية في أوروبا)، وأعضاء الأسر الإيطالية والبابوية القوية. أدّت الثروات المتدفقة على العالم المسيحي خلال عصر النهضة إلى سيطرة بعض العائلات مثل آل بورجيا، وآل ديلا روفيري، وآل فارنيزي وآل ميديشي على الكرسي الرسولي. وتطورت تحت قيادة الكنيسة في هذا العصر مختلف أنواع العلوم خصوصًا، الفلك،[1] والرياضيات،[2] والتأثيل،[3] والفلسفة،[1] والبلاغة،[3] والطب،[4] والتشريح،[5] والفيزياء خصوصًا الأرسطوية (أي المنسوبة إلى أرسطو)،[6] والفيزياء المكيانيكية خصوصًا أدوات الحرب،[3] والكيمياء، والجغرافيا، والفلسفة، وعلوم النبات والحيوان،[3] إلى جانب فن العمارة الذي بلغ شأوًا في عصر النهضة وتبدو كاتدرائيات تلك الحقبة وعلى رأسها كاتدرائية القديس بطرس وسائر مباني الفاتيكان خير مثال على ذلك، وقد بدء ببناء الفاتيكان سنة 1513،[3] أيضًا نشط فن الرسم والنحت واحتكر الفاتيكان أغلب الفنانين: ليوناردو دافنشي، ميكيلانجيلو، رافائيل وغيرهم.[7]
تطورت الدولة البابوية لتشبه الدولة القومية الحديثة خلال هذه الفترة، واتخذت البابوية دورًا نشطًا على نحو متزايد في الحروب والدبلوماسية الأوروبية. وتم اللجوء إلى الباباوات في كثير من الأحيان إلى التحكيم في النزاعات بين القوى الإتعمارية المتنافسة ومن أجل حل النزاعات اللاهوتية المعقدة.