عرق قوقازي
عِرقْ / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
العرق القوقازي (القوقازيون أو الشعوب الأوروبية)، هو مجموعة من البشر الذين يُعتبرون أصنوفةً حيوية من الناحية التاريخية. يضم العرق القوقازي -بحسب التصنيفات العرقية التاريخية- المجموعات السكانية القديمة والحديثة لكل من أوروبا وغرب آسيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي.[1][2]
طرح بعض أعضاء مدرسة غوتينغن للتاريخ هذه المصطلح للمرة الأولى في ثمانينات القرن الثامن عشر، إذ يشير المصطلح إلى أحد الأعراق الثلاثة المُفترضة للجنس البشري (القوقازيون، المغوليون، النغريون). اسُتخدم مصطلح القوقازيون في مجال الأنثروبولوجيا الحيوية للإشارة إلى مجموعات متشابهة من الناحية الظاهرية ومنتمية إلى مجموعة مختلفة من المناطق، مع تركيز الاهتمام على التشريح الهيكلي مثل البنية القحفية على وجه الخصوص، وبغض النظر عن لون البشرة. لم تكن المجموعات السكانية «القوقازية» القديمة والحديثة منتمية إلى «العرق الأبيض» على وجه الحصر، بل تراوح لون البشرة من الأبيض إلى البني الداكن.[3]
تخلى علماء الأنثروبولوجيا الفيزيائية عن الفهم النموذجي للتنوع الحيوي البشري منذ حلول النصف الثاني من القرن العشرين، إذ صبّوا اهتمامهم على المنظور الجينومي والمنظور القائم على المجموعات السكانية، وبدأوا بإدراك مفهوم العلوم الاجتماعية المتمثل بأن العرق هو تصنيف اجتماعي للبشر وقائم على مبدأ النمط الظاهري والأصل والعوامل الثقافية. استمر بعض علماء الأنثروبولوجيا باستخدام مصطلح القوقازيون/القوقاز وغيره من المصطلحات المقابلة له مثل النغريون والمغوليون، وذلك على الرغم من قلة استخدامهم باعتبارهم تصنيفًا حيويًا في الأنثروبولوجيا الطبية الشرعية (حيث يُستخدمون أحيانًا باعتبارهم وسيلةً لتحديد أصل البقايا البشرية بناءً على تفسيرات القياسات العظمية).
غالبًا ما يُستخدم مصطلح القوقاز -سواء باللهجة العامية أو من قبل مكتب الإحصاء الأمريكي- باعتباره مرادفًا لمصطلح العرق الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية. ينظر علماء الأنثروبولوجيا وغيرهم من العلماء إلى هذا الاستخدام باعتباره خاطئًا، إذ يعتبرونه خلطًا بين تصنيف أنثروبولوجي صحيح (القوقازيون) والبنية الاجتماعية لـ «العرق الأبيض». يُعتبر الخلط بين العرق القوقازي والعرق الأبيض أمرًا مضللًا من الناحية الديموغرافية أيضًا، إذ يُعتبر تصنيف القوقاز في بعض الأحيان شاملًا لمجموعات سكانية مختلفة مثل المجموعات في جنوب آسيا وشمال أفريقيا، وهي مجموعات لا يُمكن اعتبارها منتمية إلى العرق الأبيض من الناحية الاجتماعية.
أظهرت دراسة جينية حديثة نُشرت في «المجلة الأوروبية لعلم الوراثة البشرية» في الطبيعة (2019) أن السكان في غرب آسيا والأوروبيين وشمال إفريقيا وجنوب آسيا (الهنود) وبعض الآسيويين المركزيين وثيق الصلة ببعضهم البعض. يمكن تمييزها عن الأفارقة جنوب الصحراء أو سكان شرق آسيا.