تنوير إسكتلندي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التنوير الإسكتلندي (بالاسكتلندية: Scots Enlichtenment، بالغيلية الاسكتلندية: Soillseachadh na h-Alba) هي حقبة عاشتها اسكتلندا بين القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر تتسم بدفق من الإنجازات الفكرية والعلمية. بحلول القرن الثامن عشر، كان لدى اسكتلندا شبكة من المدارس الأبرشية في المنطقة الجنوبية الشرقية وأربع جامعات. بُنيت ثقافة التنوير على قراءات دقيقة للكتب الجديدة، ونقاشات شديدة كانت تُدار يوميًا في عدة أماكن مخصصة لتجمع المثقفين في إدنبرة مثل مجتمع الاختيار ولاحقًا، نادي البوكر، بالإضافة إلى تجمعهم داخل جامعات اسكتلندا العريقة مثل (سانت أندروز، وأبردين، وغلاسكو، وإدنبرة).[1][2]
بالتشاطر مع النظرة الإنسانية والعقلانية لعصر التنوير الأوروبي الذي عاصر الحقبة نفسها، شدّد المفكرون الاسكتلنديون على أهمية المنطق البشري مصحوبًا برفض أي حجة لا يمكن تسويغها منطقيًا. اتّسم عصر التنوير في اسكتلندا بالفلسفة الإمبريقية (التجربيبة) الأصيلة وبتطبيق عملي لها، حيث كانت القيم الجوهرية هي الإصلاح، والفضيلة، والمصلحة العملية للفرد والمجتمع ككل.
كان من بين الميادين التي تقدمت بسرعة الفلسفة، والاقتصاد السياسي، والهندسة، وهندسة العمارة، والطب، والجيولوجيا، وعلم الآثار، وعلمي النبات والحيوان، والقانون، والهندسة الزراعية، والكيمياء، وعلم الاجتماع. وكان من بين رجالات الفكر والعلوم الاسكتلنديين في هذه الحقبة فرانسيس هتشيسون، وديفيد هيوم، وآدم سميث، ودوغالد ستيوارت، وتوماس ريد، وروبرت بيرنز، وآدم فيرغسون، وجون بلايفير، وجوزيف بلاك، وجيمس هوتون.
انتشر تأثير عصر التنوير الإسكتلندي بعيدًا جدًا عن اسكتلندا، ولم يكن سبب هذا الاحترامَ الذي لاقته الإنجازات الاسكتلندية خارج اسكتلندا فحسب، بل بسبب انتشار أفكاره وسلوكياته أيضًا في مختلف أرجاء أوروبا وعبر العالم الأطلسي بصفتها جزءًا من الشتات الإسكتلندي، وعن طريق الطلاب الأمريكيين والأوروبيين الذي درسوا في اسكتلندا.