تقوية (مسيحية)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التقوية (بالإنجليزية: Pietism) حركة لوثرية امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر و ما بعده. كانت نافذة للغاية في البروتستانتية وتجديدية العماد عموماً ، ملهمةَ ليس فقط القس الأنجليكاني جون ويسلي لبدء حركة المنهاجية، بل أيضا ألكسندر ماك لبدء الحركة الأخوية. جمعت الحركة التقوية بين اللوثرية ذلك الوقت مع المـُصلحة، وخصوصاً البوريتانية، ركزت على تقوى الفرد، و حياة مسيحية قوية.
يرى عدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع أن ظهور البروتستانتية وحركة التقوى كان لها أثر كبير في نشوء الثورة العلمية،[1] وكأحد الأسباب التي أدت إلى الثورة العلمية خاصًة في انكلترا وألمانيا، فقد وجدوا علاقة ايجابية بين ظهور حركة التقوى البروتستانتية والعلم التجريبي.[2]
تنحاز الحركة إلى الفرع اللوثري تحديدًا، لكنها ذات تأثير ضخم على البروتستانتية في جميع أنحاء العالم، وفي أمريكا وأوروبا خصوصًا. نشأت التقوى في ألمانيا الحالية، في أواخر القرن السابع عشر، نتيجة أعمال عالم اللاهوت اللوثري فيليب شبينر الذي شدد على أهمية التحوّل الشخصي عبر الإحياء والبعث الروحي، والتفاني الفردي، والتقوى التي وضعت أساسات الحركة. لم ينادِ شبينر مباشرة بالتقاليد التي تبنتها حركة التقوى، مثل التقاليد الشرعية، وشبه الانفصالية، وممارسات مذهب اطمئنان الروح، لكن تلك التقاليد وُجدت، بصورة أو بأخرى، في العادات التي حثّ عليها إبان تبوأه مناصبًا مختلفة.[3]
انتشرت التقوى من ألمانيا إلى سويسرا وباقي المناطق الأوروبية الناطقة بالألمانية، ثم وصلت إلى اسكندنافيا ودول البلطيق وباقي أنحاء أوروبا (حيث امتلكت تأثيرًا هائلًا، وخلّفت علامة دائمة على اللوثرية السائدة في المنطقة، فبرزت شخصيات مثل هانس نيلسن هاوغ في النرويج، وبيتر سبوك وكارل أولوف روزنيوس في السويد، وكاتارينا أسبلوند في فنلندا، وباربرا فون كرودينر في دول البلطيق). نُقلت التقوى إلى أمريكا الشمالية عبر المهاجرين الألمان والاسكندنافيين في المقام الأول. وهناك، فرضت التقوى تأثيرها على البروتستانتيين من إثنيات مختلفة، وأتباعِ الطوائف المسيحية (غير اللوثرية) من خلفيات أخرى، وساهمت في تأسيس الحركة الإنجيلية في القرن الثامن عشر، وهي إحدى الحركات البروتستانتية بين الدينية، ويتبعها اليوم نحو 300 مليون شخص.[4]
يُعرف مصطلح التقوى بأنه «تشديد على الممارسات والتجارب التعبّدية»، أو «إظهار الورع الديني»، أو «إحساس بالتزمت الديني، يحمل طبيعة مفرطة أو مصطنعة»، ولا يرتبط حصرًا باللوثرية أو المسيحية.[5][6]