تقانة ملائمة
حركة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التقانة الملائمة أو التكنولوجيا الملائمة (بالإنجليزية: Appropriate technology) هي حركة إيديولوجية يتم فيها تطبيق مجتمع محدد لعلوم الطبيعة بحثاً عن حلول لمشكلات محددة يواجهها، معتمداً على الإمكانات المتاحة له مستلهما القيم الحضارية التي يؤمن بها. وهي أبسط تقنية والأكثر إيجابية التي يمَكِّن استخدامها من تحقيق الغرض المقصود. فكل منتج من منتجات التكنولوجيا ظاهرة اجتماعية يحمل في ثناياه طابع المجتمع الذي أفرزه ولذلك فإن فاعليته تقترن بتوافر البيئة التي نشأ فيها وتتدهور إذا تخلفت معالم تلك البيئة. لذلك كانت فاعلية أي أسلوب في الإنتاج أو الخدمات تتوقف على مدى ملاءمته لظروف المجتمع المحدد الذي يطبق فيه. ولا شك في تنوع وتعدد هذه الظروف، ومع ذلك يمكن القول إن التكنولوجيا الملائمة هي التي تستجيب لكل من الندرة النسبية لعوامل الإنتاج والبيئة الطبيعية والبيئة الحضارية واستراتيجية التنمية.[1][2]
ومع ذلك، يثير مفهوم التكنولوجيا بعض اللبس. فبعض الكتاب في الدول النامية يخلطون بين التكنولوجيا الملائمة وبين التكنولوجيا صغيرة النطاق، منخفضة الإنتاجية كثيفة العمل، التي تعمل على استمرار التخلف وتبعية الدول النامية التكنولوجية للدول الصناعية المتقدمة ولقد نتج هذا الخلط عن التفسير لمفهوم التكنولوجيا الملائمة. فأولئك الذين يربطون التكنولوجيا الملائمة بالوسائل المتخلفة، يخلطون عادة بين الطابع المتقدم للتكنولوجيا كبيرة النطاق والأصل الفرعي لها ويجهلون حقيقة أن تصميم وتطوير التكنولوجيا الملائمة الجديدة أو تطويع وتحديث التكنولوجيا القائمة قد يكون حديثاً ومعقداً شأنه شأن أي اختراع زراعي أو صناعي حديث. ولقد أسهم في حدوث هذا اللبس أيضاً وضع عديد من المنظمات والمجموعات التي تبحث في مجال التكنولوجيا الملائمة أهمية كبيرة على أنواع التكنولوجيا صغيرة النطاق والوسيطة وكثيفة العمل، وكان ذلك نتيجة اتجاه الدول النامية في السنوات الأخيرة لاستيراد التكنولوجيا كثيفة رأس المال غير الملائمة من الدول الصناعية المتقدمة.[3][4][5][6]
جرى استخدام التكنولوجيا الملائمة لمعالجة القضايا في طائفة واسعة من الميادين. تشمل الأمثلة المعروفة لتطبيقات التكنولوجيا الملائمة ما يلي: مضخات المياه التي تعمل بالدراجة واليد التي تعمل بالطاقة (وغيرها من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الذاتية)، وآلة تقشير المكسّرات العامة والمصابيح الشمسية المستقلة وأعمدة الإنارة باستخدام الطاقة الشمسية والتصميمات المبنى السلبي للطاقة الشمسية. غالبًا ما يجري تطوير التكنولوجيا الملائمة اليوم باستخدام مبادئ مفتوحة المصدر، مما أدّى للوصول إلى تكنولوجيا ملائمة مفتوحة المصدر (OSAT) وبالتالي يمكن إيجاد العديد من خطط التكنولوجيا بحرّية على الإنترنت. جرى اقتراح التكنولوجيا الملائمة مفتوحة المصدر (OSAT) كنموذجٍ جديد لتمكين الابتكار من أجل التنمية المستدامة.[7]
تُناقش التكنولوجيا الملائمة بدرجةٍ أكثر شيوعًا في علاقتها بالتنمية الاقتصادية وفي كونها بديلًا لنقل التقنية إلى تقنيةٍ أكثر كثافة في رأس المال من الدول الصناعية إلى البلدان النامية. ومع ذلك، يمكن العثور على حركات التقنية الملائمة في كل من البلدان النامية والمتقدّمة. في البلدان المتقدّمة، كانت حركة التكنولوجيا الملائمة وليدة أزمة الطاقة في سبعينيات القرن العشرين وركّزت في الأساس على قضايا البيئة والاستدامة. اليوم الفكرة متعددة الأوجه؛ في بعض السياقات، يمكن وصف التكنولوجيا الملائمة على أنها أبسط مستوى للتكنولوجيا يمكنه تحقيق الهدف المنشود؛ بينما في حالاتٍ أخرى، يمكن أن تُشير إلى الهندسة التي تتوخّى الاعتبار الكافي للتداعيات الاجتماعية والبيئية. ترتبط الأوجه من خلال المتانة والحياة المستدامة.[8]