تاريخ علم الأحياء القديمة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تاريخ علم الأحياء القديمة هو تتبع تاريخ الجهود المبذولة لمعرفة تاريخ الحياة على الأرض عن طريق دراسة السجل الأحفوري للكائنات الحية. وبالرغم من أن علم الأحياء القديمة هو محاولة دراسة الكائنات الحية التي وجدت في الماضي، إلا أنه يُعتبر من مجالات علم الأحياء، ولكن تطوره تاريخيًا مرتبط أكثر بعلم الجيولوجيا ودراسة تاريخ الأرض نفسها.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
كتب كزينوفانيس، وهيردوت، وإراستوثينس، وسترابو في الماضي عن حفريات الكائنات البحرية، مُشيرين إلى أن اليابس كان جزءًا من الماء يومًا ما.[1] وخلال العصور الوسطى كانت الحفريات محل اهتمام علماء الطبيعة الفرس من أمثال ابن سينا الذي أوضح في كتابه «الشفاء» المكتوب سنة 1027 نظرية عن السوائل المتحجرة التي قدمها بالتفصيل ألبرت الساكسوني للعلم في القرن الرابع عشر. وقدم عالم الطبيعة الصيني شين كو أيضًا نظرية عن تغير المناخ بالاعتماد على سيقان نبات البامبو المتحجرة.
برزت دراسة الحفريات كجزء رئيسي من التغيرات التي طالت الفلسفة الطبيعية أثناء عصر العقلانية الفلسفية في العصر الحديث في أوروبا. أصبحت طبيعة الحفريات وعلاقتها بالحياة في الماضي مفهومة بشكل أفضل خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، ففي نهاية القرن الثامن عشر حسمت أعمال جورج كوفييه الجدال الطويل القائم حول حقيقة حدوث الانقراضات، ونتيجة ذلك ظهر بحث جديد لعلم الأحياء القديمة مرتبط بدراسة علم التشريح المُقارن كجانب علمي مُستقل. أدى ذلك التطور الملحوظ في علم الأحياء القديمة إلى تطور العلوم المرتبطة به مثل الجيولوجيا عامةَ وعلم دراسة طبقات الأرض بشكل أخص.
استخدم مصطلح «علم الأحياء القديمة» عام 1822 عن طريق محرر صحفي في إحدى المجلات العلمية الفرنسية، وأشار بذلك المصطلح إلى دراسة الكائنات الحية القديمة من خلال الحفريات. وفي منتصف النصف الأول من القرن التاسع عشر زاد نشاط البحث العلمي المقترن بعلم الأحياء القديمة والجيولوجيا وذلك عن طريق نمو المجتمع الجيولوجي العلمي، والمتاحف، وزيادة أعداد المتخصصين في علمي الجيولوجيا والحفريات. أدى كل ما سبق إلى زيادة معرفة تاريخ الحياة على الأرض في الماضي والتوصل لمقياس زمني جيولوجي بالاعتماد على الحفريات. ومع ازدياد المعرفة عن تاريخ الحياة، أصبح من المقبول على نطاق واسع وجود تطورات متتابعة للحياة على سطح الأرض. شجع ذلك على ظهور النظريات التطورية الأولى التي تفسر وجود طفرات في الأنواع.[2] وبعدما نشر تشارلز دارون كتابه «أصل الأنواع» سنة 1859 تركزت الرؤية الخاصة بعلم الأحياء القديمة للجانب التطوري؛ لفهم مراحل تطور الكائنات الحية وخصوصًا الإنسان، بالإضافة لدعم النظريات التطورية.[2]
خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، شهد علم الأحياء القديمة نشاطًا علميًا غير مسبوق وبالأخص في أمريكا الشمالية، واستمر ذلك النشاط حتى أوائل القرن العشرين؛ حيث أُتيحت أماكن جديدة لجمع الحفريات ودراستها مثل الصين، وتبع ذلك العديد من الاكتشافات الهامة والمثيرة، كاكتشاف معظم الحفريات الانتقالية التي ساهمت في ربط معظم طوائف الفقاريات مع بعضها بشكل تطوري.[3] وفي العقود الأخيرة من القرن العشرين، تجدد الاهتمام بالانقراضات الجماعية ودورها في تطور الحياة على سطح الأرض،[4] بالإضافة لتجدد الاهتمام بالانفجار الكامبري الذي شهد تطورات على مستوى الهيكل الجسدي لمعظم كائنات مملكة الحيوان. ومع اكتشاف حفريات الحيوانات الإدياكارية وتطور علم أحياء الحفريات، ازدادت المعرفة حول تاريخ الحياة على سطح الأرض قبل الانفجار الكامبري.