تاريخ جنوب شرق آسيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
جنوب شرق آسيا يمكن تقسيمه إلى منطقتين فرعيتين مختلفتين: جنوب شرق آسيا البرّي (أو الهند الصينية) الذي يضم حاليًّا فيتنام ولاوس وكمبوديا وتايلاند وميانمار (بورما) وماليزيا الغربية، وجنوب شرق آسيا البحري (أو جنوب شرق آسيا الجَزِيريّ) الذي يضم حاليًّا إندونيسيا وماليزيا الشرقية وسنغافورة والفلبين وبروناي وتيمور الشرقية وجزر كوكوس (كيلينغ) وجزيرة كريسماس.[1][2]
أحد جوانب | |
---|---|
فرع من | |
تفرع عنها |
كان الإنسان العاقل موجودًا في جنوب شرق آسيا البري منذ 50,000 سنة، وفي جنوب شرق آسيا البحري من 40,000 سنة على الأقل. منذ 10,000 طورت الحضارة الهوابينهية ثقافة إنتاج أدوات مميزة. في العصر الحجري الحديث سكن الأستروآسيويون الهند الصينية من خلال طُرق بريو، واستقر الأسترونيزيون المهاجرون بحرًا في جنوب شرق آسيا الجزيري. كان أول ظهور للمجتمعات الزراعية التي زرعت الدُّخْن والأرز الرطب، في 1,700 ق.م. في الأراضي المنخفضة والسهول الفيضية النهرية بالهند الصينية.[3]
أول استعمال للنحاس كان في ثقافة «فونغ نويان» (فيتنام الشمالية حاليًّا) ومنطقة بان شيانغ (تايلاند حاليًّا) في نحو 2,000 قبل الميلاد، ثم ثقافة دونغ سون التي صارت في نحو 500 ق.م. تنتج البرونز وتعالجه بحِرفية عالية جدًّا. في ذلك الوقت ظهرت «الممالك الزراعية» حيث كانت الأراضي وفيرة مناسِبة، كما في فونان بأسفل نهر ميكونغ، وفي وِن لانغ بدلتا النهر الأحمر. اتَّجَرت إمارات أصغر تجارة بحرية سريعة النمو. تأثر تاريخ جنوب شرق آسيا تأثرًا كبيرًا بتنوعه الطبوغرافي الكبير. جنوب شرق آسيا الجزيري قائم أصلًا على صِلات برية بحرية بين جزره وأرخبيلاته المتفرقة المتناثرة -مع بعض الاستثناءات، مثل: بورنيو وسومطرة-. لذلك قامت -على فترات متقطعة- دول متوسطة المساحة لا تعبأ بالطموحات الإقليمية، ارتبط فيها النمو والازدهار بالتجارة البحرية.[4]
كان جنوب شرق آسيا البري بِتَتاخُم أراضيه، وإن كانت تضاريسه وعرة شاقة، أساسًا لحضارتَيِ الخمير والمون المبكرتين. لكن في الخط الساحلي الطويل وفي الجنوب ولدى الأنهار الرئيسة الجنوبية الشرقية (إيراوادي وسالوين وتشاو فرايا وميكونغ والنهر الأحمر) انصب التركيز والتجارة المحلية والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية الثقافية على المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي.
منذ 100 ق.م. احتل أرخبيل جنوب شرق آسيا موقعًا مركزيًّا في مَفارق المسارات التجارية بالمحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي، فنشط الاقتصاد، ودفع التدفق الفكري العجلة الاجتماعية. غالبًا ما تبنَّت الأنظمة التجارية الحكومية -بصورة انتقائية- ألوانًا هندية هندوسية في الحكم والدين والثقافة والإدارة خلال القرون الأولى من الحقبة العامة، التي كانت بداية التاريخ المسجل واستمرارًا لتطور ثقافي مميز. انتشرت الثقافة الصينية بصورة متقطعة غير مباشرة، إذ كانت التجارة قائمة على الطرق البرية (طريق الحرير مثلًا). مضت فترات طويلة من العزلة الصينية واقتصار العلاقات السياسية على الجزية الطقوسية، فلم يتعمق التثاقف.[5][6][7]
في القرنين الثامن والتاسع بدأت البوذية تؤثر في الهيكل السياسي، لا سيما في الهند الصينية. وفي القرن الثامن بلغت الأفكار الإسلامية جنوب شرق آسيا الجزيري، حيث ظهرت جماعات المسلمين الأولى بحلول القرن الثالث عشر.[8][9][10]
كشفت فترات الاستعمار الأوروبي وبداية الحداثة والحرب الباردة عن محدودية الدور السياسي الذي تلعبه الأنظمة الحاكمة في جنوب شرق آسيا. بعد الحرب العالمية الثانية تطلب البقاء والتقدم الوطني دولة حديثة وهوية وطنية قوية. يتمتع معظم البلدان الحديثة في جنوب شرق آسيا بدرجة غير مسبوقة من الحرية والتشارك السياسيَّين، وتبنَّت فكرة التعاون الحكومي الدولي من خلال «رابطة دول جنوب شرق آسيا» (أسيان).[11][12][13][14][15]