تاريخ العمل في الولايات المتحدة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تاريخ العمل في الولايات المتحدة يصف تاريخ العمل النقابي المنظم، وقانون العمل الأمريكي، وتاريخ العاملين بصورة أعم، في الولايات المتحدة الأمريكية. بدءًا من ثلاثينات القرن العشرين، أصبحت النقابات مكونات مهمة للحزب الديمقراطي. يتساءل بعض المؤرخين عن سبب عدم ظهور حزب عمال في الولايات المتحدة، خلافًا لأوروبا الغربية.[1]
جاءت طبيعة العمل المنظم وقوته نتيجة للتوترات التاريخية بين القوى المتضادة التي تشمل حقوق مكان العمل والأجور وساعات العمل والتمثيل السياسي وقوانين العمل وظروف العمل الأخرى. تنافست النقابات المنظمة واتحاداتها العمالية الشاملة، ومنها الاتحاد الأمريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية والاتحادات على مستوى المدن، وتطورت واندمجت وانقسمت على أساس القيم والأولويات المتغيرة والتدخل الحكومي الفيدرالي الدوري.
وفقًا للمنظر إي. جاي ديون، تبنت الحركة النقابية تقليديًا مجموعة من القيم -كان التضامن الأهم بينها، بمعنى أنه يجب على كل شخص أن يفكر يمصالح الجميع. لحق ذلك الالتزام بالمساعدة المتبادلة، ومشاعر المساواة غير الموسومة بالتعقيد، وازدراء النخبوية، والإيمان بأن الديمقراطية والحقوق الفردية لم تتوقف عند بوابة المصنع أو في غرفة استقبال المكتب. قال ديون إن هذه القيم «غريبة بصورة متزايدة على الثقافة الأمريكية».[2] أنشأت الحركة العمالية في معظم الدول الصناعية أحزابها السياسية الخاصة، وكانت الولايات المتحدة الاستثناء الواضح بينها. تنافس كلا الحزبين الأمريكيين الرئيسيين على الأصوات النقابية، وكان الديمقراطيون أكثر نجاحًا في ذلك على مر التاريخ. أصبحت النقابات العمالية عنصرًا مركزيًا في ائتلاف الصفقة الجديدة الذي سيطر على السياسة الوطنية منذ ثلاثينات القرن العشرين إلى منتصف الستينات خلال فترة نظام الحزب الخامس.[3] فقد الجمهوريون الليبراليون الذين دعموا النقابات في الشمال الشرقي السلطة بعد عام 1964.[4]
كان تاريخ العمل المنظم تخصصًا أساسيًا للعلماء والمثقفين منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، وأنتج كمية كبيرة من الأدبيات العلمية التي ركزت على هيكل النقابات المنظمة. في الستينات، عندما اكتسب التاريخ الاجتماعي شعبية أكبر، ظهر تركيز جديد على تاريخ العمال، بما في ذلك العمال غير المنظمين، وتزامن ذلك مع إيلاء اعتبار خاص للجنس والعرق. يسمى ذلك «تاريخ العمل الجديد». حاولت الكثير من الدراسات الأكاديمية إدخال وجهات نظر التاريخ الاجتماعي في دراسة العمل المنظم.[5]