تاريخ الصحافة الفلسطينية
تاريخ الصحافة في فلسطين / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يرجع تاريخ الصحافة الفلسطينية إلى أوائل القرن العشرين. فبعد رفع الرقابة على الصحافة في الدولة العثمانية في 1908، بدأت الصحف الناطقة باللغة العربية في فلسطين بالظهور، والتي عبرت منذ أيامها الأولى عن التطلعات العربية، وعارضت الصهيونية وبدأت في استخدام مصطلحي «فلسطين» و«فلسطينيين» بتزايد.[1][2] وقد تجلى ذلك بوضوح في إنشاء جريدة الكرمل في 1908 وفلسطين في 1911، وكلاهما من إصدار المسيحيين العرب.[1] ومع ذلك، سرعان ما قُمعت الصحافة الناشئة بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى في 1914.[3]
عندما وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني في 1920، أصبحت صحافتها أكثر تنوعاً، حيث صدرت أكثر من 250 صحيفة عربية و65 صحيفة بلغات أخرى في فلسطين الانتدابية بحلول منتصف الثلاثينيات.[3][4] بدأ البريطانيون في فرض إجراءات تقييدية بعد 1929، وأوقفوا العديد من المطبوعات الرئيسية خلال الثورة العربية 1936-1939.[3] ولما اندلعت الحرب العالمية الثانية في 1939، أغلقت السلطات البريطانية جميع الصحف تقريباً، باستثناء صحيفتي فلسطين والدفاع اللتين ميز تنافسهما فترة الانتداب.[5][6]
وأجبرت حرب فلسطين 1948 صحيفة فلسطين وجريدة الدفاع على الانتقال من يافا إلى القدس الشرقية، والتي أصبحت مع صحيفة الجهاد جزءاً من الصحافة الأردنية لسنوات طويلة.[7] أصدر الأردن قانوناً جديداً للصحافة في أوائل 1967، والذي فرض دمج الصحف، فيما عدا جريدة القدس ومقرها القدس الشرقية.[8] أدى احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في أعقاب حرب 1967 إلى إخضاع الصحافة الفلسطينية للرقابة العسكرية الإسرائيلية، والتي استمرت حتى إنشاء السلطة الفلسطينية في 1993.[9] تشمل الصحف الثلاث الرئيسية المتداولة في الأراضي الفلسطينية اليوم إلى جانب صحيفة القدس؛ صحيفتي الحياة الجديدة والأيام ومقرهما رام الله.[10]
وقد شهد الصحافيون الفلسطينيون الذين يغطون تقاريرهم من الأراضي المحتلة قيوداً ومخاطر، خاصة خلال الانتفاضة الأولى والثانية اللتين بدأتا في عامي 1987 و2000 على التوالي، إلى جانب الحرب الفلسطينية الإسرائيلية الدائرة.[11] شهد عام 2023 أعداداً قياسية من الصحافيين الفلسطينيين الذين اعتقلوا وقتلوا على يد الجيش الإسرائيلي.[12][13] أعطى ظهور الإنترنت في التسعينيات للفلسطينيين منصة جديدة لمشاركة روايتهم، مثل إنشاء موقع بالستاين كرونيكل وموقع الانتفاضة الإلكترونية باللغة الإنجليزية، وشبكة قدس الإخبارية ووكالة شهاب للأنباء.[14] منذ ذلك الحين، واجهت الصحف المطبوعة تحدياً بسبب ظهور مثل هذه الصحافة الرقمية وصحافة المواطن،[15][16] والتي واجهت حملة «رقابة منهجية» من قبل بعض مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك.[17]