بلاد السيبة
مصطلح تاريخي مغربي يشير إلى الفضاء أو المجال الذي لم يكن مُؤمَّنا ولا توجد فيه أجهزة مخزنية للسلطان / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول بلاد السيبة?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
بلاد السيبة مصطلح تاريخي مغربي يشير إلى الفضاء أو المجال الذي لم يكن مُؤمَّنا ولا توجد فيه أجهزة مخزنية للسلطان وامتنعت قبائل بلاد السيبة عن دفع الضرائب، وكانت هذه البلاد تعترف فقط بالمكانة الروحية للسلطان، عكس بلاد المخزن التي كانت خاضعة لسلطة الدولة بأبعادها الدينية والسياسية والمالية حيث ينهض السلطان بنفسه بمهام تعيين الموظفين الساهرين على أحوال القبيلة من قياد وشيوخ ونظار، كما يشرف السلطان على حراستها بتكليف القبائل القريبة بالسهر على حماية الطرقات الرئيسية، وتتميز أسواقها بوجود جباة المخزن في أبوابها، وكانت تتمتع طرق بلاد المخزن بمحطات استراحة تسمى «النزايل» لتموين المسافرين والقوافل. ولم تكن بالضرورة بلاد المخزن آمنة كليا، ولا بلاد السيبة خطيرة دائما، بل إن الأمر كان نسبيا.[1] واستفحلت «السيبة» في مغرب القرن التاسع عشر ميلادي، وظهرت وظيفة «الزطاط» وهو الذي يعبر بالناس طرق بلاد السيبة، كما اجتهدت العشائر والجماعات في ابتكار أشكال حماية تتماشى مع احتياجاتها وواقعها، فكانت المدن والقبائل محاطة بأسوار وأبراج يعتليها حراس. وكانت القبائل التي تمارس الزراعة تستقدم من يحميها مقابل جزء من محاصيلها الزراعية تؤديه سنويا، كما فعلت بعض قبائل الجنوب الشرقي. وعرف المغرب خلال القرن التاسع عشر أشكال حماية مثل «المزراك» و«الذبيحة» و«تايسا» (أو تتافسكا) و«أمورن» و«تاكَمات»، وكلها أشكال حماية توفرها القبائل والزوايا. أما الأمن الذي يوفره المخزن، فإن مجاله ظل محدودا رغم الجيوش التي كان يتوفر عليها، وشن العديد من قيادات المخزن حملات على بلاد السيبة أمثال المدني الكلاوي والتهامي الكلاوي.
البلد |
---|
واهتم المستشرقون الأوروبيون خلال القرن التاسع عشر بدراسة الإدارة المخزنية وجعلها أهم الأهداف التي رسمتها السوسيولوجيا الاستعمارية لنفسها، فتم خلق نظرية تم الاتكاء عليها في إنتاج “خطاب علمي” حول المجتمع المغربي، حيث اعتبروا «بلاد السيبة» نوع من المقاومة لسلطة المخزن، الذي يظهر في أدبياتهم كعدو رئيسي للقبائل الأمازيغية، يختص بجمع الضرائب وبسط النفوذ على البلاد “المتمردة” التي تحاول الانفلات من قبضته في كل حين. غير أن واقع حضور مخزن وعلاقته بالقبائل لم يكن بتلك البساطة، حيث كان جهازه متوغلا حتى داخل القبائل الجبلية والأمازيغية التي دافعت الدراسات الاستعمارية عن عزلتها واستقلالها.[2]