انهيار العصر البرونزي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
انهيار العصر البرونزي هو فترة انتقالية شهدتها منطقة بحر إيجة وغرب آسيا وبلدان شرق المتوسط في نهاية العصر البرونزي إلى بداية العصر الحديدي، وهو الانتقال الذي اعتبره المؤرخون عنيفًا، ومفاجئًا، ومُدمّرًا ثقافيًّا. انهار اقتصاد القصر الذي تسيّد منطقة بحر إيجة والأناضول في نهاية العصر البرونزي، وتحوّلت الاقتصاديات إلى اقتصاديات القرى المنعزلة في فترة عصور اليونان المظلمة.
شهدت الفترة من سنة 1200 ق.م إلى سنة 1150 ق.م، صدامًا ثقافيًا بين اليونان الموكيانية والحيثيون في الأناضول وبلاد الشام الشمالية،[1] وبين المملكة المصرية الحديثة والكنعانيين في وبلاد الشام الوسطى والجنوبية[2] مما تسبب في تقطُّع طرق التجارة، وانحسار تعلم القراءة والكتابة بشدة.[3] في الطور الأول لتلك الفترة، تدمّرت بشدة كل المدن بين بيلوس وغزة، من بينها مدن خاتوشا وموكناي وأوغاريت.[4] ووفقًا للمؤرخ روبرت دروز: «خلال فترة أربعين إلى خمسين سنة في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد وبداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد، تدمرت كل المدن الهامة في شرق المتوسط تقريبًا، ولم يُعاد إعمار معظم تلك المدن بعد ذلك ثانيةً.[5]»
ومع النهاية التدريجية للعصر المظلم، ظهرت الدويلات السور-حيثية في قيليقية وسوريا، والممالك الآرامية في منتصف القرن العاشر قبل الميلادي في بلاد الشام، والإمبراطورية الآشورية الحديثة.