الغزوات البحرية الإسلامية على جزر المتوسط
الحملات العسكرية الإسلامية على جزر البحر المتوسط / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول الغزوات البحرية الإسلامية على جزر المتوسط?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
غَزوُ البَحْرِ هو الاسم الذي تُطلقه المصادر العربيَّة والإسلاميَّة على الغزوات البحريَّة الإسلاميَّة على جُزُر المُتوسِِّط. بدأ المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الرَّاشدة وفي عهد الخليفة عُثمان بن عفَّان نشاطهم العسكري البحري أوَّل مرَّة في التاريخ، وكان الهدف من ذلك بدايةً القضاء على أوكار المُقاومة الروميَّة الأخيرة في ثُغُور وموانئ الشَّام التي استعصت عليهم، أو التي استرجعها الرُّوم بعد أن افتتحها المُسلمون أوَّل مرَّة، وكذلك الجُزر الواقعة قبالة السواحل الشَّاميَّة التي اعتصمت بها بقايا الرُّوم.
غَزوُ البَحْرِ | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الفُتوحاتُ الإسلاميَّة والحُروبُ الإسلاميَّة البيزنطيَّة | |||||||
خريطة تُصوِّرُ الغزوات البحريَّة المُتبادلة بين المُسلمين والبيزنطيين مُنذُ أواسط القرن السابع الميلادي إلى حوالي سنة 1050م. | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة |
دولة الخلافة الراشدة
| ||||||
القادة | |||||||
قنسطنس قُسطنطين الرابع |
مُعاوية بن أبي سُفيان عبد الله بن سعد عبد العزيز بن موسى حميد بن معيوف | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
كان عُمر بن الخطَّاب، ثاني الخُلفاء الراشدين، قد نهى الوُلاة عن رُكُوب البحر، وذلك لِإدراكه أنَّ المُسلمين يحتاجون إلى الخبرة والتجربة في الميدان البحري حيثُ الإمبراطوريَّتان الروميَّة البيزنطيَّة والفارسيَّة الساسانيَّة تتفوَّقان عليهم في هذا المضمار، فاعتبر أنَّ الأوان لم يحن لِمُواجهة هاتين الدولتين في البحر. وعلى هذا الأساس كانت السيطرة الفعليَّة لِلبيزنطيين في البحر المُتوسِّط، وكان هدف عُمر بن الخطَّاب تحصين السواحل التي افتتحها بِالقلاع والأبراج المشحونة بِالحاميات المُرابطة فيها لِلدفاع عنها. وهذا ما جعله يُؤدِّب العلاء بن الحضرمي والي البحرين الذي ركب البحر دون إذنه في الخليج العربي ضدَّ الفُرس فعرَّض المُسلمين لِلهلاك سنة 17هـ المُوافقة لِسنة 638م، كما تعرَّض عرفجة بن هرثمة البارقي إلى اللَّوم عندما ركب البحر أيضًا دون إذنه وهو يُقاتل أهل الرِّدَّة في عُمان. وكذلك نهى مُعاوية بن أبي سُفيان عامله على الشَّام عن رُكُوب البحر. ولمَّا تُوفي عُمر وانتقل الأمر إلى عُثمان بن عفَّان، أذن لِمُعاوية بِرُكُوب البحر لِقتال الرُّوم، إذ كان البيزنطيُّون قد استرجعوا بعض السواحل في نهاية عهد عُمر، فأعاد مُعاوية بن أبي سُفيان فتحها في عهد عُثمان، كما استطاع فتح طرابُلس الشَّام أوَّل مرَّة.[1] وكان هدف مُعاوية فتح الجُزُر المُواجهة لِسواحل الشَّام ومصر وتحويلها إلى قواعد لِمُواجهة بيزنطة في البحر المُتوسِّط، فاتجه نحو قبرص سنة 28هـ المُوافقة لِسنة 648م،(1) وكان ذلك أوَّل غزوٍ بحريٍّ لِلمُسلمين ضدَّ البيزنطيين،[1] ودخل جيش الخلفاء الراشدين الجزيرة إذ دارت معركة مع أهلها انتصر فيها المُسلمون،[2] فكان الأُسطُول الذي أعدَّهُ مُعاوية أوَّل أُسطُولٍ يُحقِّقُ فتحًا بحريًّا في تاريخ الإسلام.[3]
قام مُعاوية بن أبي سُفيان بِمُعظم النشاط البحري الإسلامي حتَّى نهاية العصر الراشدي، فساد المُسلمون سواحل البحر المُتوسِّط من طرابُلس الشَّام إلى قرطاج، وأخذوا جُزُر أرواد وقبرص ورودس، وانتزعوا السيادة البحريَّة على الحوض الشرقي لِذلك البحر قبل نهاية العصر المذكور. وابتداءً من العصر الأُموي في سنة 40هـ المُوافقة لِسنة 661م، أخذت مياه البحر المُتوسِّط تتحوَّل إلى مياهٍ إسلاميِّة عن طريق سلسلةٍ من العمليَّات العسكريَّة البحريَّة وأوجه من النشاطين السياسي والتجاري، وبِفضل جُهُود الخُلفاء الأُمويين الذين وضعوا أساس القُوَّة الإسلاميَّة في البحر المُتوسِّط. فخلال العصر الأُموي أنشأ المُسلمون الأساطيل ودُور الصناعة لِبناء السُفُن التجاريَّة والعسكريَّة بِشتَّى أصنافها وأحجامها، وأصبحت تُونُس والإسكندريَّة ورشيد ودُمياط وصور وبيروت وعكَّا وطرابُلس الشَّام واللاذقيَّة قواعد بحريَّة لِلأساطيل الإسلاميَّة البحريَّة والتجاريَّة.[4][ْ 1] وخِلال هذا العصر حمل المُسلمون ثلاث حملاتٍ على مدينة القُسطنطينيَّة في البرِّ والبحر، في مُحاولةٍ منهم لِلقضاء على الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، بعدما أحسُّوا أنَّهم وصلوا إلى درجةٍ من الخبرة بِالطريق إلى العاصمة الروميَّة، بعدما شنُّوا عدَّة حملاتٍ على قلب آسيا الصُغرى وصلوا في بعضها إلى مشارف القُسطنطينيَّة، لكنَّ كُل تلك الحملات فشلت في تحقيق هدفها الأسمى، وهو فتح المدينة، فعاشت الإمبراطوريَّة قُرابة تسعة قُرُونٍ أُخرى. ولمَّا سقطت الدولة الأُمويَّة وقامت الدولة العبَّاسيَّة على أنقاضها، قلَّت اهتمامات الخِلافة في بغداد بِالبحر المُتوسِّط، باستثناء فترة خلافة هٰرون الرشيد، الذي أقام قائدًا كبيرًا خاصًّا بِسواحل الشَّام ومصر هو حميد بن معيوف الهمداني سنة 190هـ المُوافقة لِسنة 806م، واهتمَّ بِشُؤون البحر ودور الصناعة والأساطيل، وقسَّم الأموال في الثُغُور والسواحل و«أشجى الروم وقمعهم».[4][5] وبعد وفاة الرشيد تلاشى اهتمام الخِلافة بِشُؤون البحر المُتوسِّط، وانتقلت مسؤوليَّة الدفاع عن الشواطئ الإسلاميَّة إلى أهل هذه الشواطئ ووُلاتها، كما أصبح الحوض الأوسط من مسؤوليَّات الدُول المغربيَّة التي قامت في إفريقية والمغرب الأوسط، في حين أصبح النشاط الجهادي في الحوض الغربي من مسؤوليَّة الدولة الأُمويَّة في الأندلُس والمُسلمين في سواحل المغرب الأقصى. وخِلال هذه الفترة افتُتحت جميع جُزر البحر وأصبحت تحت راية الإسلام، كصقلية وقُرشقة (كورسيكا) وسردانية (سردينيا) وإقريطش (كريت) ومالطة والجزائر الشرقيَّة (البليار)، كما أغار المُسلمون على جنوب إيطاليا وسواحل بلاد الإفرنج وافتتحوا بعض الثُغُور وأقاموا بها فترةً قصيرة.[4]
وفي العصر الفاطمي اهتمَّ الخُلفاء في القاهرة بِرعاية الأساطيل وُمواجهة البيزنطيين في سبيل الظُهُور بِمظهر حُماة الثُغُور الإسلاميَّة دون العبَّاسيين، الذين كانوا يُنازعونهم الخِلافة والإمامة العُظمى. ومع انقضاء عهد الحاكم بأمر الله أخذت الدولة الفاطميَّة تضعف وتتراجع قُوَّتها، وضعُفت معها القدرة العسكريَّة البحريَّة لِلمُسلمين، فخسروا رويدًا كُل جُزر الحوضين الشرقي والأوسط لِصالح البيزنطيين والنورمان والإفرنج الصليبيين،[6] وانشغل المُسلمون في قتال الصليبيين ثُمَّ المغول في المشرق، وقتال الممالك المسيحيَّة الأيبيريَّة في الأندلُس، فلم يسعوا إلى استرداد جُزُر البحر. ولمَّا سقطت الأندلُس سقطت معها سيادة المُسلمين على الجزائر الشرقيَّة. وعلى الرُغم من أنَّ أساطيل المماليك شكَّلت قُوَّةً ضاربةٍ في البحر المُتوسِّط فيما بعد، وأغارت على عدَّة معاقل جُزُريَّة أُخذت من المُسلمين، إلَّا أنَّ السيادة البحريَّة لِلإسلام لم تظهر مُجددًا إلَّا في العصر العُثماني، وحينها تمكَّن المُسلمون من استرداد بعض الجُزر كقبرص وإقريطش ورودس.