إسبانيا في العصور الوسطى
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
إسبانيا في العصور الوسطى هو تأريخ الطوائف الموجودة في الإطار الإقليمي لكامل شبه الجزيرة الإيبيرية، وحدد بإسبانيا الحالية لفترة تزيد عن ألف عام، أي بين القرنين الخامس والخامس عشر، وهو موضوع نقاش أساسي حول ماهية إسبانيا [الإسبانية].[1]
البلد | |
---|---|
القارة | |
فرع من | |
الديانات |
إسبانيا في العصور الوسطى |
اللغات |
التاريخ |
إسبانيا في العصور الوسطى |
---|---|
العمارة |
إسبانيا في العصور الوسطى |
اعتبرت غزوات الجرمان على شبه الجزيرة الايبيرية [الإسبانية] سنة 409 هي بداية الأحداث.[2] بينما سقوط غرناطة سنة 1492 هي علامة انتهاء تلك الحقبة.[3]
بعد معركة فوييه (507) تخلت مملكة القوط الغربيين عن وجودها في بلاد الغال وركزت على المقاطعات الرومانية القديمة في هسبانيا. فجرت عدة محاولات فاشلة لبناء مجتمع مزدوج، كانت فيه أقلية القوط الغربيين منفصلة عن الغالبية الإسبانية، فجاء المجلس الثالث لطليطلة [الإنجليزية] (589) الذي حث على بناء مجتمع وثقافة مشتركة، مع زيادة ثقل المؤسسات الكنسية في المجتمع. فتكيفت تكيفا جيدا مع هياكل ماقبل الإقطاعية التي فرضت تدريجيا منذ أواخر العصر الروماني [الإسبانية]. إلا أن نقاط الضعف الداخلية لم تختف، مما سمح بنجاح للفتح الإسلامي سنة 711، الذي استهل وجودًا إسلاميًا طويلًا في إسبانيا، أطلق على تلك الحقبة اسم الأندلس. وصلت قمة ازدهارها في فترة الخلافة الأموية في قرطبة (929-1031) فأصبحت قوة اقتصادية وعسكرية، وبدأت عصرًا ذهبيًا ثقافيًا حقيقيًا استمر لفترة طويلة حتى بعد اختفاء كيان الخلافة السياسي.
استمر ظهور ونمو وتوحيد الممالك الإسبانية [الإسبانية] المسيحية لفترة قاربت ثمانية قرون، وسميت من وجهة نظرهم بحروب الاسترداد أو إعادة الانتشار لكامل شبه الجزيرة التي سميت "إسبانيا" [الإسبانية] باللغات الرومانسية الناشئة.[4] وتم بناء جماعات منفصلة داخل طوائف مقسمة حسب عرقياتها الدينية (المسيحيين والمور واليهود حسب تعبير أميريكو كاسترو)؛[5] وبناء قوة عسكرية (في المناظر الطبيعية التي امتلئت بالقلاع)؛ وخضع استخدام مصطلح الإقطاع [الإسبانية] للمناقشة التاريخية. في ما يوجد إجماع عام هو أن الظروف الحدودية المتغيرة التي جرت في جميع المناطق بمناسبة أو بأخرى كانت حاسمة لتكوين شخصية الجماعات التاريخية.[6] ومع ذلك لم تكن العلاقات دائمًا عنيفة: حيث تأرجحت بين المواجهة والتسامح، مما أتاح التبادلات الديموغرافية والاقتصادية والثقافية النشطة. في كثير من الأحيان كان المسيحيين يعملون عند المسلمين، والعكس بالعكس. وإن وقعت في بعض المناسبات اشتباكات بين أو داخل الطوائف الكبيرة التي تفاعلت بقوة مع الانقسام الديني.
استمرت هيمنة المسلمين واضحة حتى القرن الحادي عشر. وبعدها مر الوضع بنقاط توازن مختلفة في العصور الوسطى (فترة الحروب الصليبية) بين سقوط طليطلة (1085) ومعركة العقاب (1212)، حيث تحقق التقدم المسيحي المذهل أمام انقسام ملوك الطوائف الأندلسية حتى توقفه وانكساره بعد دخول الساحة الأندلسية دولتي المرابطون ثم الموحدون القادمين من شمال إفريقيا حيث فرضت على تلك الطوائف وحدة هشة. شهدت العقود الوسطى من القرن الثالث عشر غزوات مسيحية حاسمة قلصت أراضي المسلمين حتى وصلت إلى إمارة غرناطة وحكامها بني نصر، فانقسمت البنية الإقليمية لشبه الجزيرة مايسمى بـ «ممالك إسبانيا الخمس» (إمارة غرناطة والبرتغال ونافارا وتاج قشتالة وأرغون). خلال القرنين التاليين توقفت حروب الاسترداد فعليًا، وفي سياق الأزمة العامة التي احتوت على تحولات هيكلية كبيرة (بداية الانتقال من الإقطاعية إلى الرأسمالية [الإسبانية]) والصراعات الاجتماعية الخطيرة والحروب الأهلية المستمرة؛ فظهرت حينها مؤسسات النظام القديم في إسبانيا [الإسبانية] وظهور التشريع الكبير بعدها.
سمح اتحاد الملوك الكاثوليك وسياستهم الزوجية المعقدة من انتقال الدولة من العصور الوسطى إلى العصر الحديث، فطبيعة الملكية الهسبانية [الإسبانية] ومستويات تكاملها كانت في حد ذاتها مشكلة تاريخية أخرى. ثم ظهر عصر الاستكشاف في ذلك الوقت، وكانت البرتغال هي المستفيد الأول، ويمكن اعتبار أنها أول ملكية استبدادية شكلت الدولة الحديثة (أو الدولة القومية) في أوروبا الغربية، وهذا وضع سبب خصومة مع إسبانيا (الذي انفصل مصيرهما المشترك سنة 1640) وإنجلترا وفرنسا.[7]