حرب الخلافة البافارية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت حرب الخلافة البافارية (3 يوليو 1778 – 21 مايو 1779) نزاعًا بين مَلكية عائلة هابسبورغ النمساوية وبين تحالف ساكسونيا وبروسيا على خلافة هيئة جمهور الناخبين (هيئة ناخبة مستقلة لتعيين حاكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة) لبافاريا بعد اندثار حكامها من آل فتيلسباخ. سعت عائلة هابسبورغ للحصول على بافاريا، غير أن التحالف وقف في وجهها، إذ أيد فرعًا آخر من آل فتيلسباخ. حشد كلا الجانبين جيوشًا ضخمة، غير أن القتال لم يتضمن سوى بعض المناوشات. لكن مات الآلاف من الجنود نتيجة المرض والجوع، ما أدى لتسمية الصراع باسم «كارتوفيلكرايش»، أو حرب البطاطا في بروسيا وساكسونيا، أما في هابسبورغ النمساوية فكان يُطلق عليها أحيانًا اسم «تسفيتشغينرمول»، أو اهتياج الخوخ.
حرب الخلافة البافارية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
في 30 ديسمبر 1777، توفي ماكسيمليان يوزف ناخب بافاريا، الابن الأخير من سلالة عائلة فتيلسباخ، نتيجة إصابته بمرض الجدري دون أن يترك أطفالًا خلفه بعد زواجه من ابنة خالته ماريا آنا صوفيا الساكسونية والتي طالبت من فريدريش العظيم التدخل من أجل بافاريا، كان كارل تيودور الرابع، وهو سليل أحد الفرع الأكبر المتبقي لعائلة فتيلسباخ، الأحقية بالقرابة الأوثق، غير أنه لم يملك أطفالًا شرعيين ليكونوا خلفًا من بعده. لذا فقد كان لابن عمه كارل أوغست الثاني، دوق تسفابيروكن، الأحقية القانونية والشرعية باعتباره وريث كارل تيودور المفترض. رغب حاكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة يوزف الثاني بالأراضي البافارية وتزوج من شقيقة ماكسيمليان يوزف ماريا يوزفا في عام 1765 لتعزيز أحقيته، أهمل اتفاقه مع ولي العهد كارل تيودور، لتقسيم الأراضي أي أحقية للوريث المفترض كارل أوغست.
كان امتلاك الأراضي في الدول الناطقة بالألمانية جزءاً أساسيًا من سياسية يوزف لتوسيع نفوذ عائلته في وسط أوروبا. بالنسبة إلى فريدرش العظيم، هددت أحقية جوزيف الهيمنة البروسية في السياسية الألمانية، ولكنه تساءل ما إذا كان ينبغي عليه الحفاظ على الوضع الراهن من خلال الحرب أو الدبلوماسية أو التجارة. اعتبرت الإمبراطورة ماريا تيريزا، التي كانت الحاكمة المناصفة مع يوزف، أن أي صراع على هيئة الناخبين البافارية لا يستحق سفك الدماء، ولم ترَ هي ولا يوزف أي مغزى من متابعة القتال. لم يكن جوزيف ليتخلى عن أحقيته رغم إصرار والدته المعارض له. أراد فريدرش أوغست الثالث، ناخب ساكسونيا، حفظ السلام الإقليمي لدوقية صهره كارل أوغست، ولم يكن لديه رغبة كذلك في رؤية عائلة هابسبورغ تمتلك أراضي إضافية على حدوده الجنوبية والغربية، على الرغم من كرهه لبروسيا، والتي كانت عدوًا لساكسونيا في الحربين السابقتين، طلب كارل أوغست الدعم من فريدرش، الذي كان سعيدًا بمواجهة هابسبورغ. أصبحت فرنسا متورطة في الحفاظ على توازن القوى. أجبر تهديد كاثرين العظيمة في التدخل إلى جانب بروسيا مع خمسين ألف جندي روسي، يوزف حاول إعادة النظر في موقفه بمساعدة كاثرين، تفاوض هو وفريدرش على حل لمشكلة الخلافة البافارية بمعاهدة تشين الموقعة في 13 مايو 1779.
بالنسبة لبعض المؤرخين، كانت حرب الخلافة البافارية آخر حروب الوزراء قديمة الطراز في نظام الحكم القديم والتي تناور فيها الجنود أثناء سفر الدبلوماسيين بين العواصم لحل شكاوى الملوك. تختلف الحروب الثورية الفرنسية اللاحقة والحروب النابليونية في النطاق والاستراتيجية والتنظيم والتكتيك عن حرب الخلافة البافارية.