تاريخ الزراعة في فلسطين
الزراعة في فلسطين عبر التاريخ / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يعود تاريخ الزراعة في فلسطين إلى عام 8000 قبل الميلاد، وبذلك تُعد من أقدم الأماكن التي بها نشاط زراعي في العالم. ظلت العديد من المحاصيل التي زرعها المزارعون الأوائل مهمة طوال تاريخ الزراعة الفلسطيني الطويل. في القرن التاسع عشر الميلادي، غيرت الإمبراطورية العثمانية -إلى حدٍ ما- نظام الأراضي الجماعية القديم المسمى المشاع الذي كان يمارسه المزارعون العرب الفلسطينيون الذين يعيشون في المرتفعات. كان القمح والشعير من أهم المحاصيل التي تُزرع في تلك الفترة، وكانوا يزرعون في المقام الأول من أجل الاستهلاك المحلي وليس للأسواق التجارية (ما يسمى زراعة الكفاف). يعتبر الزيتون من المحاصيل التقليدية المهمة. في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ الفلسطينيون في زراعة المحاصيل التجارية والتصديرية مثل الحمضيات في الأراضي المنخفضة القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط. كان كبار ملاك الأراضي، المقيمين وغير المقيمين، يمتلكون جزءًا كبيرًا من الأراضي، خاصة بالقرب من الساحل.
في عام 1882م، بدأ بعض المهاجرين اليهود يتوافدون على فلسطين، وبسبب التسهيلات التي قدمتها إدارة أراضي العدو المحتلة ثم سُلطة الانتداب البريطاني للمهاجرين اليهود وبحصولهم على تمويل ومساعدة فنية من الخارج، قام بعضهم بشراء أراضي وإنشاء مستوطنات زراعية في المنطقة الساحلية من فلسطين. ركز المزارعون اليهود على إنتاج المحاصيل التجارية والتصديرية مثل الخضروات والحمضيات. وبحلول عام 1941م، كان اليهود يمتلكون 24.5% من الأراضي المزروعة في فلسطين. وواصل معظم العرب الفلسطينيين العيش في المرتفعات وممارسة زراعة الكفاف.
بعد النكبة 1947-1948م، أدى قرار تقسيم فلسطين إلى ظهور كيان جديد باسم إسرائيل على جزء من الأراضي الفلسطينية، ما أدي إلى قيام حرب جرى بعدها تجريد معظم المزارعين الفلسطينيين الذين يعيشون في فلسطين من أراضيهم، فيما قام الإسرائيليون بزراعتها فيما بعد. وقد استحوذت إسرائيل منذ ذلك الحين على المزيد من الأراضي التي يزرعها الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية (ومن ثم دولة فلسطين) بعد حرب يونيو 1967م وأقامت تجمعات زراعية تُسمى مستوطنات. وقد أثرت السياسات الإسرائيلية التي تحد من إمدادات المياه والوصول إلى الأراضي الزراعية وعوامل الإنتاج الأخرى على الزراعة الفلسطينية.