الغزو الإسباني لهندوراس
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
غزت إسبانيا هندوراس في القرن السادس عشر في سياق الاستعمار الإسباني للأمريكتين، ودمج الإقليم الذي يضم الآن جمهورية هندوراس -إحدى المقاطعات الخمس في أمريكا الوسطى- ضمن الإمبراطورية الإسبانية. اكتشف كريستوفر كولومبوس هذه الأراضي باسم الملك الإسباني في عام 1502 خلال رحلته الرابعة والأخيرة إلى العالم الجديد. سكن مزيج من الشعوب الأمريكية الأصلية المنطقة المعروفة اليوم باسم هندوراس مثل: المايا ولينكا وبيتش وميسكيتو وسومو وجيكاك وبيبل وشوروتيغا. برز اثنان من الزعماء المحليين بفضل مقاومتهم للإسبان، وهما: زعيم المايا سيكومبا، وحاكم لينكا ليمبيرا.
الغزو الإسباني لهندوراس | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||
تعديل مصدري - تعديل |
وصل غيل غونزاليس دافيل إلى هندوراس في مارس 1524، ليكون بذلك أول إسباني يصل إلى هذه الأراضي بهدف الاستعمار، وأسَّس أول ميناء إسباني على ساحل البحر الكاريبي «بورتو دي كابالوس» والذي أصبح نقطة انطلاق مهمة للحملات اللاحقة. واجهت السنوات الأولى من الغزو الأسباني لهندوراس نزاعات بين مختلف المستعمرات الإسبانية التي حاولت غزو الإقليم، ما أدى إلى صراع بين قوات المكسيك وهيسبانيولا وبنما المتنافسة على السيطرة على أراضي هندوراس. أخيراً قسِّمت الأراضي الإسبانية هناك إلى هيغويراس في الغرب وهندوراس في الشرق، ومع سيطرة الإمبراطورية الإسبانية على جميع أنحاء أمريكا الوسطى أصبحت مستعمرة هندوراس -هيغيراس ضالعة في النزاعات الإقليمية مع المستعمرات الإسبانية المجاورة: نيكاراغوا وغواتيمالا وسلفادور.
سلم الإسبان السلطة للسكان المحليين في هندوراس اعتباراً من عام 1530، ولكن سرعان ما اندلعت الاضطرابات والخلافات السياسية بين مختلف الفصائل هناك. فطالب سكان هندوراس بتدخل القائد الإسباني بيدرو دي ألفارادو. وصل ألفارادو في عام 1536، ووضع حداً للفوضى السياسية وهزم سيكومبا أحد أبرز زعماء المايا في وادي أوليا. أسس ألفارادو مدينتين أصبحتا مهمتين فيما بعد هما: سان بيدرو دي بويرتو كابالوس (أصبحت الآن سان بيدرو سولا) وغراسياس آديوس.
عين الملك الإسباني في عام 1537 فرانسيسكو دي مونتيغو حاكماً عاماً على هندوراس، والذي ألغى بمجرد وصوله إلى هندوراس توزيع الأراضي الذي قام به ألفارادو. اندلعت انتفاضة كبيرة في جميع أنحاء هندوراس في تلك السنة بقيادة زعيم اللينكا ليمبيرا الذي صمد لمدة ستة أشهر أمام القوات الإسبانية في معقله الحصين بينول دي سيركوين قبل مقتله في النهاية. فرض مونتيغو وقائده ألونسو دي كاسيريس بسرعة السيطرة الإسبانية على معظم هندوراس بعد هذه الانتفاضة. اكتملت المرحلة الرئيسية من الغزو الأسباني بحلول عام 1539، على الرغم من أن المنطقة الشرقية من هندوراس لم تدخل ضمن الإمبراطورية الإسبانية حتى عدة عقود قادمة.