وحدوية مجرية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الوحدوية المجرية أو المجر الكبرى هي أفكار سياسية وحدوية وتعديلية مرتبطة باسترداد المجر لأراضي مملكة المجر التاريخية. ترتبط الفكرة بمدرسة المراجعة التاريخية المجرية التي تهدف إلى استعادة السيطرة على المناطق المأهولة بالسكان المجر في البلدان المجاورة لالمجر. لم يستخدم المؤرخون المجريون مصطلح المجر الكبرى، لأن مصطلح «المجر التاريخية» وضع لأول مرة من قبل مملكة المجر قبل عام 1920.
وضعت الحدود الحالية لدولة المجر بموجب معاهدة تريانون. حصلت مملكة المجر على ما نسبته 72% من المساحة التي كانت تطالب بها قبل الحرب، فيما خسرت ثلثي السكان، حوالي 5 ملايين نسمة، منهم مجريون.[1][2] قبل الحرب، مثل المجريون ما نسبته 54% من سكان مملكة المجر.[3][4] بعد توقيع المعاهدة، ظهرت الرغبة بإلغاء بعض بنودها عند العديد من القادة المجريين. حظي هذا الهدف السياسي باهتمام أكبر مع الوقت، وأصبح، خلال الحرب العالمية الثانية، مصدر قلق وطني خطير.[5]
قاد الفكر الوحدوي، في ثلاثينيات القرن العشرين، المجر إلى تشكيل تحالف مع ألمانيا النازية بقيادة هتلر. قالت الكاتبة إيفا بالوغ: «تعزى مشاركة المجر في الحرب العالمية الثانية إلى الرغبة في تعديل معاهدة تريانون بغية استعادة الأراضي التي فقدتها المجر في الحرب العالمية الأولى. كانت هذه السياسة التحريفية حجر الأساس في السياسة المجرية الخارجية في فترة ما بين الحربين العالميتين».[6]
نجحت المجر، بدعم من دول المحور، بالسيطرة (ولو بشكل مؤقت) على بعض مناطق مملكتها السابقة، إذ استعادت، بموجب قرار فيينا التحكيمي الأول في عام 1938، مناطق جنوب تشيكوسلوفاكيا المأهولة -بشكل أساسي- من قبل المجريين، بينما استعادت، بموجب منحة فيينا الثانية في عام 1940، مناطق شمالي ترانسلفانيا المأهولة من قبل مجموعة مختلطة من الأعراق. تمكنت المجر أيضًا، من خلال الحملات العسكرية عام 1941، من السيطرة على مناطق من إقليم روثينيا الكارباتية في عام 1939، ومناطق باشكا وبارانيا وماجيموريه وبريكورج المأهولة من قبل مجموعات عرقية متنوعة (الاحتلال المجري للأراضي اليوغوسلافية). بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عادت حدود دولة المجر كما أقرتها معاهدة تريانون، مع نقل ثلاث قرى مجرية للسيطرة التشيكوسلوفاكية. تعد هذه القرى الثلاث اليوم جزءًا من العاصمة السلوفاكية، براتيسلافا.