نقد استجابة القارئ
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
نقد استجابة القارئ، هو إحدى المدارس الفكرية المتخصّصة في النظرية الأدبية، تركّز هذه المدرسة على القارئ (أو «الجمهور») وتجربتهم في قراءة عمل أدبي ما. تختلف هذه المدرسة عن المدارس الفكرية والنظريات الأدبية الأخرى التي تركّز الاهتمام على المؤلف أو محتوى وشكل العمل في المقام الأول.
لم يبرز نقد استجابة القارئ الحديث حتّى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، على الرغم من إيلاء النظرية الأدبية لفترة طويلة من الزمن اهتمامًا محدودًا لدور القارئ في صوغ معنى وتجربة ما من قراءته لعمل أدبي؛ بدا الأمر جلّيًا في كلّ من الولايات المتّحدة وألمانيا، ولا سيما في أعمال نورمان هولاند وستانلي فيش وفولفجانج إيسرّ وهانز روبرت ياوس ورولان بارت وغيرهم. كان إيفور آرمسترونغ ريتشاردز ولويز روزنبلات وسي. إس. لويس أحد الأسلاف المهمّين في هذا المجال؛ إذ حلّل ريتشاردز مجموعةً من قراءات الطلبة الجامعيين الخاطئة في جامعة كامبريدج في عام 1929، بينما أكّدت روزنبلات في كتابها الأدب بوصفه استكشافًا (1938) على أهمية تجنّب المعلّم لفرض أي «أفكار مسبقة حول الطريقة الصحيحة للتفاعل مع أيّ عمل»، أمّا لويس فوضّح رؤيته في كتابه تجربة في النقد (1961).
تقرّ نظرية استجابة القارئ بدور القارئ بوصفه عنصرًا نشطًا، إذ تعترف بقدرته على إضفاء «وجود حقيقي» على العمل وإتمامه للمعنى من خلال تفسيره. يناقش نقد استجابة القارئ الفكرة القائلة بأنه ينبغي النظر إلى الأدب بوصفه أحد أنواع فنون الأداء، إذ يصوغ كلّ قارئ من خلاله أدائه الخاص والفريد والمتعلّق بالنّص. تتعارض هذه النظرية بالكامل مع نظريات الشكلية والنقد الجديد، التي تتجاهل دور القارئ في إعادة صياغة الأعمال الأدبية. تؤكّد نظرية النقد الجديد على اقتصار معنى النّص على ما هو داخل النص. لم يسمح النقّاد الجدد التقليديون بمناقشة الطعن في سلطة المؤلّف أو نيّته، أو حتّى النظر في سيكولوجية القارئ.