ميكانيكا بيشان الكمية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تعتبر ميكانيكا بيشان الكمية (QBism اختصارًا) في مجال الفيزياء وفلسفة الفيزياء تفسيرًا لميكانيكا الكم يركز على أفعال المُجرب وخبراته باعتبارها الاهتمامات المركزية للنظرية. يتميز هذا التفسير باستخدامه لمعادلات بيشان للاحتمالات من أجل فهم قاعدة برن الميكانيكية الكمية كإضافة معيارية لاتخاذ القرار الجيد. بدأت جذور ميكانيكا بيشان الكمية في الأعمال السابقة لكارلتون كافيس وكريستوفر فوشس وروديجر شاك خلال بداية العقد الأول من القرن العشرين، ارتبطت الدراسة بشكل رئيسي مع دراسات فوشس وشاك واعتمدت مؤخرًا من قبل ديفيد ميرمين.[1] استُمدت ميكانيكا بيشان الكمية من نظرية المعلومات الكمية ونظرية احتمال بيشان وتهدف إلى إزالة الألغاز التفسيرية التي تعاني منها نظرية الكم. أتى تفسير بيشان من آراء علماء الفيزياء المختلفة التي غالباً ما جُمعت معًا وسميت تفسير كوبنهاغن،[2][3] لكنها مختلفة عنهم.[4] وصف تيودور هانش ميكانيكا بيشان الكمية بأنها ملخص لتلك الآراء القديمة وجمعها بشكل متسق.[5]
يدرج أي عمل يستخدم طرق بيشان لحساب الاحتمالات التي تظهر في نظرية الكم ضمن ميكانيكا بيشان الكمية. يشار إلى معادلة بيشان التكعيبية باسم «تفسير بيشان الجذري».[6]
تتعامل ميكانيكا بيشان الكمية مع الأسئلة الشائعة في تفسير نظرية الكم عن طبيعة التراكب الكمي للدالة الموجية والقياس الكمي والتشابك الكمي.[7][8] وفقًا لبيشان فإن العديد (وليس جميع) من جوانب التشكيل الكمي محكومة بالآراء الشخصية. فعلى سبيل المثال، ليست الحالة الكمية في هذا التفسير واقعية، بل تمثل درجة اعتقاد العالِم بصحة النتائج المحتملة للقياسات. ولهذا السبب اعتبر بعض فلاسفة العلوم أن ميكانيكا بيشان الكمية شكل من أشكال اللاواقعية.[9][10] يرفض مؤلفو تفسير بيشان هذا الوصف، ويقولون إنّ النظرية تتماشى بشكل ملائم مع نوع الواقعية التي يسمونها «الواقعية التشاركية» والتي تفترض شمول الحقيقة على أكثر مما يمكن لأي شخص معرفته.[11][12]
بالإضافة إلى تقديمهم تفسير للبنية الرياضية الحالية لنظرية الكم طرح بعض علماء ميكانيكا بيشان الكمية برنامج بحثي لإعادة بناء نظرية الكم من المبادئ الفيزيائية الأساسية التي تتجلى في ميكانيكا بيشان الكمية. يكمن الهدف الاساسي من هذا البحث في تحديد جوانب علم وجود العالم المادي والتي تجعل من نظرية الكم نظرية جيدة للاستخدام.[13] ومع ذلك فإن تفسير بيشان نفسه لا يعتمد على أي عملية إعادة بناء معينة.