معركة بحر المرجان
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
معركة بحر المرجان التي استمر القتال فيها من 4 وحتى 8 مايو عام 1942، هي معركة بحرية بين البحرية الإمبراطورية اليابانية والبحرية والقوات الجوية من الولايات المتحدة وأستراليا وكان مسرحها المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية. تُعد المعركة تاريخيًا الأولى من نوعها التي تشتبك فيها حاملات الطائرات مع بعضها، إضافةً لكونها المعركة الأولى التي لا ترَ فيها السفن المتقاتلة أو تطلق النار على بعضها مباشرةً.
معركة بحر المرجان | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من حرب المحيط الهادي | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
الولايات المتحدة أستراليا |
اليابان | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
قرر اليابانيون، في محاولة لتقوية موقفهم الدفاعي في جنوب المحيط الهادئ، غزو واحتلال بورت موسيربي (في غينيا الجديدة) وتولاغي (في جرز سولومون الجنوبية الشرقية). أطلِق على الخطة لتنفيذ الغزو اسم «العملية مو» وتضمنت عدة وحدات أساسية من الأسطول الياباني المشترك. تضمنت هذه الوحدات حاملتي أسطول وحاملة طائرات خفيفة لتوفير الغطاء الجوي للقوات الغازية. كل تلك الوحدات كانت تحت إمرة الأدميرال الياباني شيغيوشي إينو.
علمت الولايات المتحدة بالخطة اليابانية من خلال استخبارات الإشارات، وأرسلت حاملتين تابعتين للبحرية الأمريكية وطرادًا أمريكيًا أستراليًا مشتركًا لاعتراض الهجوم. كانت تلك القوات تحت إمرة الأدميرال الأمريكي فرانك جي. فليتشر.
في الثالث والرابع من مايو، غزت القوات اليابانية واحتلت بنجاح تولاغي، رغم أن عددًا من سفنهم الحربية غرقت أو تضررت نتيجة هجوم مفاجئ من طائرات تابعة لحاملة الأسطول الأمريكية يوركتاون. بعد علمهم بوجود الحاملات الأمريكية في المنطقة، تقدمت حاملات الأسطول اليابانية باتجاه بحر المرجان بنية التموقع وتدمير القوات البحرية للتحالف. في مساء السادس من مايو، أدى الاتجاه الذي اختاره القادة المتقاتلون من خلال البحث الجوي إلى وصول الحاملات إلى مسافة 130 كيلومترًا عن بعضها دون علم الطرفين. في اليوم الأول، اعتقدت كلتا القوتين أنها تهاجم حاملات خصمها ولكنهما كانتا تهاجمان وحدات أخرى، إذ أغرق الأمريكان حاملة الطائرات الخفيفة شونو بينما أغرق اليابانيون مدمرة أمريكية وأصابوا مزودة نفط بأضرار جسيمة (والتي أغرِقت لاحقًا). في اليوم التالي، وجدت حاملات الأساطيل نظيراتها واشتبكت، إذ أصيبت الحاملة اليابانية شوكاكو بأضرار جسيمة، وأصيبت الحاملة الأمريكية ليكسينغتون بإصابات حرجة (وأغرقت لاحقًا) وتضررت الحاملة يوركتاون. بعد معاناة الطرفين من خسارات جسيمة في الطائرات وتضرر أو غرق الحاملات، فض الطرفان الاشتباك وابتعدوا عن منطقة المعركة. بسبب فقدان الغطاء الجوي للحاملات، استدعى إينو أسطول غزو بورت موريسبي لإعادة المحاولة لاحقًا.
رغم النصر التكتيكي لليابانيين من حيث إغراق السفن، أثبتت المعركة أنها نصر استراتيجي للحلفاء لعدة أسباب. أظهرت المعركة أنه وللمرة الأولى منذ بداية الحرب يُلاحظ تقدم ياباني كبير من قبل الحلفاء. والأكثر أهمية، أن الحاملات اليابانية شوكاكو وزويكاكو -الأولى تضررت والثانية استنزفت مجموعتها الكاملة من الطائرات- لم تتمكن من المشاركة في معركة ميدواي في الشهر التالي، بينما اشتركت الحاملة الأمريكية يوركتاون إذ أكدت على تكافؤ قريب بين العدوين وساهمت بنصر الولايات المتحدة في المعركة. منعت الخسائر الكبيرة في الحاملات في ميدواي اليابانيين من معاودة المحاولة لغزو بورت موريسبي من المحيط وسرّعت بالهجوم البري المشؤوم على ممر كوكودا. بعد شهرين، تفوق الحلفاء على اليابان نتيجة الضعف الاستراتيجي في جنوب المحيط الهادئ وأطلقوا حملة جوادالكانال، كسرت هذه الحملة، بالإضافة إلى حملة غينيا الجديدة، في نهاية المطاف الدفاعات اليابانية في جنوب المحيط الهادئ وكانت عاملًا مساهمًا أساسيًا في استسلام اليابان النهائي في الحرب العالمية الثانية.