مستخدم:Aws Al-mimari/جيولوجيا الزهرة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كوكب الزهرة هو الكوكب الثاني في المجموعة الشمسية من حيث بعده عن الشمس وأكثر الكواكب شبهاً بالأرض من ناحية الكتلة، لكنه لا يملك مجال مغناطيسي أو نظام صفائح تكتونية واضح، تغطي الصخور البركانية أغلب سطحه مع بعض الطبقات الرقيقة والغير منظمة من التربة، بخلاف الأرض والقمر والمريخ.
يملك كوكب الزهرة بعض فوهات النيازك حديثة التكوين، لكنها قليلة العدد كالأرض مقارنةً مع الكواكب الصخرية الأخرى التي تغطيها أعداد أكبر بكثير، وسبب هذا هو سمك الغلاف الغازي للزهرة الذي يمنع وصول النيازك الصغيرة إلى السطح، أما سبب قلة الحفر الكبيرة ممكن أن يعزى إلى التغييرات التي تحدثها البراكين على السطح والتي قد تكون كبيرة جداً، يبدو جلياً أن البراكين هي العامل الأكثر تأثيراً على سطح كوكب الزهرة، فبعض التضاريس البركانية فريدة من نوعها، كما توجد البراكين الدرعية وبراكين مركبة مشابهة للموجودة على الأرض، بالنظر إلى حجم كوكب الزهرة وكثافته وتركيبه القريب من الأرض فمن المعقول بأن نشاطه البركاني مستمر حتى يومنا هذا، كما أوضحت بعض الدراسات الحديثة.[1]
معظم سطح الزهرة يكون مستوي نسبياً، بشكل عام يمكن تقسيم السطح إلى ثلاث وحدات طوبوغرافيا: "الأراضي المنخفضة، والأراضي المرتفعة والسهول المستوية".
في بدايات الرصد الراداري للزهرة أعطت الأراضي المرتفعة فيه صوراً تشبه قارات الأرض، لكن فما بعد بينت الدراسات أن هذا المسح كان مسح سطحي لم يظهر كافة التفاصيل وغياب الصفائح التكتونية يجعل المقارنة بين الكوكبين غير واضحة، يمكن العثور على التشكيلات التكتونية بشكل محدود، بما في ذلك "أحزمة التشوه" بهيئة الطيات والصدوع، والتي ربما تكون متكونة نتيجة الحمل الحراري لوشاح الكوكب، كما يمكن ملاحظة العديد من الصفات التكتونية المرتبطة بالبراكين مثل "المرصعات [الإنجليزية]؛Tesserae" (وهي هضاب شديدة التشوه مكسرة إلى قطع في بعدين وثلاث أبعاد ناتجة على الأغلب من تقاطع عدة عناصر تكتونية)، و"العنكبوتيات [الإنجليزية]؛Arachnoid" (تشكيلات معقدة تشبه شباك العنكبوت).
عوامل الرياح غير واضحة على السطح، لكن توجد أدلة مهمة على أن الغلاف الجوي يقوم بالتجوية الكيميائية للصخور، خاصة في المرتفعات العالية، الكوكب جاف بشكل ملحوظ مع وجود أثر كيميائي بسيط لبخار الماء (20ppm) في الغلاف الغازي للزهرة، الصور الرادارية لا تظهر أثراً لوجود الجليد أو الماء في الماضي على السطح وبشكل داعم لهذا يقدم الغلاف الجوي دليلاً على تجريده من العناصر الخفيفة بفعل تحرر الغازات وتأثيرات الرياح الشمسية على مر الزمن، مما يشير إلى احتمالية احتواء الكوكب على ماء سائل في وقت ما في الماضي البعيد ولكن لم يعثر على دليل يدعم هذا الإحتمال، ولا زالت تظهر الكثير من التكهنات على التاريخ الجيولوجي للكوكب حتى اليوم.
لا يمكن الوصول إلى سطح كوكب الزهرة بسهولة بسبب الغلاف الغازي الكثيف جداً (تقريباً 90 ضعف الغلاف الجوي الأرضي) ودرجة حرارة السطح التي تبلغ (°470 مئوية)، لهذا أغلب ما نعرفه عن سطح الكوكب يأتي من نتائج التصوير الراداري من المركبات المدارية حول الكوكب لأن سطحه محجوب عن الأطوال الموجية المرئية بغطاء سحابي كثيف، بالإضافة إلى بعض البيانات وبضمنها صور التي أرسلها بعض مركبات الهبوط على الكوكب.