مجتمع أمني
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
المجتمع الأمني هو منطقة محددة يكون فيها الاستخدام واسع النطاق للعنف (مثل نشوب حرب) أمرًا غير وارد أو حتى مستبعدًا.[1] يرتبط مفهوم المجتمع الأمني بمجموعة من الدول التي تتمتع بعلاقة مبنية على السلام المتبادل.[2] نحت عالم السياسة كارل دويتش هذا المصطلح في عام 1957. في كتابهم الأبرز المجتمع السياسي ومنطقة شمال الاطلسي: المنظمة الدولية في ظل التجربة التاريخية، عرف دويتش ومعاونوه مفهوم المجتمع الأمني بأنه «مجموعة من الناس» يعتقدون «أنهم قد توصلوا إلى معاهده بخصوص هذه النقطة على الأقل: أن المشاكل الاجتماعية المشتركة يمكن حلها، ولا بد من حلها، بطرق «التغيير السلمي».[3] عُرف التغيير السلمي بأنه «حل المشاكل الاجتماعية من خلال إجراءات مؤسسية وعدم اللجوء للقوة الجسدية واسعة النطاق». في المجتمع الأمني، يكون الناس ملتزمين بروح الجماعة والعطف المتبادل والثقة والمصالح المشتركة بين بعضهم.[3]
لم يصبح هذا المفهوم مصطلحًا أساسيًا في مجال الأمن الدولي رغم عمقه التاريخي. أخذ البنائيون بمفهوم المجتمع الأمني بعد انتهاء الحرب الباردة. كان كتاب المجتمعات الأمنية (1998)، الذي ألفه إيمانويل أدلر ومايكل بارنت، من الدوافع الكبرى، إذ أعادا تعريف المجتمع الأمني من خلال الهوية والقيم والمعاني المشتركة، والاتجاهات المختلفة في التفاعل، والمصالح المشتركة بعيدة المدى.[4] جرت دراسة العديد المناطق حول العالم في نطاق المجتمع الأمني منذ ذلك الحين، وأهمها الاتحاد الأوروبي، وثنائيتيّ كندا-الولايات المتحدة والمكسيك-الولايات المتحدة، ورابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان).[1] قارن ميخائيل هاس بين كل من مجلس آسيا والمحيط الهادي، والاتحاد البرلماني لآسيا والمحيط الهادي، ورابطة أمم جنوب شرق آسيا، ومؤتمر وزراء خارجية الهند الصينية، ورابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي، ومنظمة حلف جنوب شرق آسيا، ومنتدى جنوب المحيط الهادئ (سُمّي في ما بعد منتدى جزر المحيط الهادئ).