مجالات سماوية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت المجالات السماوية (بالإنكليزية: Celestial spheres)، أو الكرات السماوية (بالإنكليزية: Celestial orbs)، وحدات أساسيةً في النماذج الكونية التي طورها أفلاطون، وإيودوكسوس، وأرسطو، وبطليموس، وكوبرنيكوس، وغيرهم. تفسر هذه النماذج السماوية الحركة الظاهرية للنجوم الثابتة والكواكب من خلال اعتبارها مُدمجة في مجالات سماوية دوارة مكونة من عنصر خامس أثيري شفاف، كالجواهر المُرصعة في الكرات. رأى العلماء وقتها أن النجوم الثابتة لابد وأن تكون موضوعةً على سطح واحد للكرة السماوية المليئة بالنجوم؛ لأنه كان من المعتقد آنذاك أن النجوم الثابتة لا تغير موقعها بالنسبة لبعضها البعض.[1]
وفي العلم الحديث، تُرى مدارات الكواكب على أنها مسارات لهذه الكواكب خلال الفضاء الفارغ. ومع ذلك، رأى المفكرون القدماء في العصور الوسطى أن المجالات السماوية كانت كرات سميكةً، تتخللها المادة، ومتداخلةً واحدة داخل الأخرى، إذ تتلامس كل كرة بشكل كامل مع الكرة التي تعلوها والكرة التي تدنوها. افترض[2] العلماء، عندما طبقوا نموذج فلك التدوير لبطليموس، أن كل كرة كوكبية كانت ذات سُمك كافٍ لتستوعب كواكبها. تمكن العلماء من تنفيذ حسابات للمسافة إلى الشمس، من خلال دمج هذا النموذج للكرات السماوية المتداخلة مع المرصودات الفلكية، وأصبحت هذه القيم التي توصل إليها العلماء للمسافة بين الأرض والشمس (نحو 4 ملايين ميل) مقبولةً بشكل عام آنذاك، بالإضافة إلى المسافات بين الأرض والكواكب الأخرى، وإلى حافة الكون (نحو 73 مليون ميل). تختلف المسافات، الموجودة في نموذج الكرات المتداخلة، بين الأرض والشمس والكواكب الأخرى بشكل كبير عن القياسات الحديثة، ويعتبر الحجم المعروف للكون الآن كبيرًا بشكل لا يمكن تصوره بالإضافة إلى تمدده المستمر.[3][4]
اقترح ألبرت فان هيلدن أنه منذ عام 1250 حتى القرن السابع عشر، كان جميع الأوروبيين فعليًا مُطلعين على نموذج بطليموس «للكرات المتداخلة والأبعاد الكونية المشتقة منه». وحتى بعد تبني نموذج مركزية الشمس الكوني لكوبرنيكوس، وُضعت نسخ جديدة من نموذج الكرات السماوية، مع كرات كوكبية تتبع هذا الترتيب من الشمس المركزية: عطارد، والزهرة، والأرض مع القمر، والمريخ، والمشتري، وزحل.[5]
لم ينج الإيمان السائد في نظرية المجالات السماوية من الثورة العلمية. وفي أوائل القرن السابع عشر، استمر كيبلر في مناقشة المجالات السماوية، على الرغم أنه لم يعتبر أن الكواكب كانت محمولةً بواسطة الكرات، ولكنها تتحرك في مسارات إهليجية وُصفت من خلال قوانين كيبلر للحركة الكوكبية. وفي أواخر القرن السابع عشر، استُبدلت النظريات اليونانية، ونظريات العصور الوسطى، الخاصة بحركة الأجرام الأرضية والفلكية، بقانون الجذب العام لنيوتن والميكانيكا النيوتونية، والتي تفسر طريقة نشأة قوانين كيبلر من التجاذب الثقالي بين الأجرام.[6]