كتابة التوراة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كتابة التوراة (أو الأسفار الخمسة، أول خمس أسفار في الكتاب المقدس — التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية) هي عملية شارك فيها مؤلفون متعددون على مدى فترة طويلة من الزمن.[1] في الوقت الذي ترى فيه الثقافة اليهودية أن جميع الأسفار الخمسة كتبها موسى في وقت ما في الألفية الثانية قبل الميلاد، إلا أن علماء بارزين رفضوا فكرة التأليف الموسوي منذ القرن السابع عشر الميلادي.[2]
لا تزال العملية الدقيقة التي أُلفت بها التوراة، وعدد المؤلفين المعنيين، وتاريخ كل تأليف موضع خلاف حاد بين العلماء.[3] يتبنى بعض العلماء، مثل رولف ريندورف، الفرضية الجزيئية، حيث يُعتقدون أن أسفار موسى الخمسة عبارة عن مجموعة من الروايات القصيرة والمستقلة، والتي جُمعت تدريجيًا في وحدات أكبر في مرحلتين تحريريتين: المرحلة التثنوية والمرحلة الكهنوتية.[4][5][6] وفي المقابل، يدافع علماء مثل جون فان سيترز عن الفرضية التكميلية التي تفترض أن التوراة هي نتيجة لإضافتين رئيسيتين – يهوية وكهنوتية – إلى نص أساسي موجود من قبل.[7] ويدعم علماء آخرون، مثل ريتشارد إليوت فريدمان أو جويل بادن، النسخة المنقحة من الفرضية الوثائقية، معتبرين أن التوراة أُلّفت باستخدام أربعة مصادر مختلفة - اليهوي، والإلوهيمي، والكهنوتي، والتثنوي - والتي دُمجت معًا في الفترة الفارسية.[8][9][10]
يستخدم الباحثون في كثير من الأحيان الفرضيات الأحدث مع بعضها البعض، مما يجعل من الصعب تصنيف النظريات المعاصرة على أنها واحدة أو أخرى بشكل صارم.[11] الاتجاه العام في الدراسات الحديثة هو الاعتراف بالشكل النهائي للتوراة كوحدة أدبية وأيديولوجية، اعتمدت على مصادر سابقة، من المحتمل أن تكون قد اكتملت خلال الفترة الفارسية (539-333 ق.م.).[12][13][14]