كارثة الرائحة الكريهة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كارثة الرائحة الكريهة أو النتن العظيم (بالإنجليزية: Great Stink) هي واقعة حدثت في وسط لندن خلال شهري يوليو وأغسطس من عام 1858، حيث تسبب الطقس الحار في تفاقم رائحة نفايات بشرية ونفايات صناعية سائلة كانت موجودة علي ضفاف نهر التايمز ولم تتم معالجتها. كانت المشكلة متوطنة منذ بضع سنوات، إضافة إلى نظام صرف صحي متهالك وغير قادر على أداء وظيفته كما أنه يصب مباشرةَ في نهر التايمز. أُعتقد أن البخار الخانق الناتج عن المخلفات السائلة كان سبباً في انتقال الأمراض المعدية، حيث تفشت الكوليرا لثلاث مرات قبل كارثة الرائحة الكريهة وألقي باللوم على المشاكل المستمرة مع النهر.
تسبب تفاقم الرائحة ومخاوف الناس من تأثيراتها المتوقعة في حث المسؤولين المحليين والوطنيين على التحرك، الذين كانوا بالفعل يقيمون الحلول الممكنة للمشكلة. وافقت الحكومة على الاقتراح الذي قدمه المهندس المدني جوزيف بازالجيتي [الإنجليزية] لنقل المخلفات السائلة شرقًا عبر سلسلة من شبكات الصرف الصحي التي تصب تجاه الشلالات خارج نطاق العاصمة. بدأ العمل على أنظمة مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة لشبكتي الصرف الصحي الشمالية والجنوبية الجديدتين منذ عام 1859 واستمر العمل حتى عام 1875. تم إرساء محطات ضخ لرفع المخلفات من المستويات المنخفضة إلى الأنابيب المرتفعة للمساعدة في تجفيف تلك المخلفات. تم ضم محطتي آبي ميلز الكائنة في ستراتفورد ومحطة كروسنيس الكائنة في أريز مارشيس، لقائمة حماية التراث الإنجليزي لكونهما من أكثر المحطات قدمًا. قدمت خطة بازالجيتي الثلاثة سدود؛ فيكتوريا، وتشيلسيا، وسدود ألبرت، حيث تجري المجارير في لندن. لقد ضمن عمل بازالجيتي عدم ضخ الصرف الصحي على شواطئ التايمز بعد الآن وكذا وضع حدًا لتفشي مرض الكوليرا؛ لقد أنقذت أعماله حيوات أكثر من أي مسئول آخر في العصر الفيكتوري. لا زال نظام مجارير بازالجيتي يعمل حتى القرن الواحد والعشرين، خادمًا مدينة ً زاد تعداد سكانها لما يربو عن الثمانية ملايين نسمة. يطالب المؤرخ بيتر أكرويد بإطلاق لقب بطل لندن علي بازالجيتي.