غزو إقليم وايكاتو
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يعتبر غزو إقليم وايكاتو أكبر وأهم حملة في الحروب النيوزيلندية في القرن التاسع عشر. وقعت الحرب في الجزيرة الشمالية من نيوزيلندا بين القوات العسكرية للحكومة الاستعمارية واتحاد قبائل الماوري المعروف باسم «حركة كنجيتانجا»[1] (حركة الملك أو الحركة الملكية). تعد وايكاتو منطقة إقليمية تقع حدودها الشمالية جنوب مدينة أوكلاند تقريبًا. استمرت الأعمال العدائية لمدة تسعة أشهر، من يوليو عام 1863 إلى أبريل عام 1864. كان الهدف من الغزو سحق السلطة الكنجيتية (الملكية)، التي اعتُبرت تهديدًا للسلطة البريطانية،[2] إلى جانب دفع شعب الماوري في وايكاتو إلى مغادرة إقليمهم استعدادًا لاحتلال الأوروبيين واستيطانهم له.[3][4] شارك في الحملة نحو 14,000 جندي استعماري وإمبريالي ونحو 4,000 من مقاتلي الماوري اللذين ينتمون إلى أكثر من نصف الجماعات القبلية الرئيسية في الجزيرة الشمالية.[5]
غزو إقليم وايكاتو | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحروب النيوزيلندية | |||||||||
| |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
وُضعت الخطط الخاصة بالغزو في نهاية حرب التاراناكي الأولى في عام 1861، لكن المكتب الاستعماري ومجلس نواب نيوزيلندا اعترضا عليها وعلقها الحاكم القادم السير جورج غري في ديسمبر من ذلك العام. أعاد غري تنشيط خطط الغزو في يونيو من عام 1863 وسط تصاعد التوتر بين الكنجيتيين والحكومة الاستعمارية والخوف من شن كنجيت الماوري (ملك الماوري) غارة عنيفة على أوكلاند. اعتبر غري رفض كنجيت الماوري لإنذاره سببًا لبدء الغزو، إذ كان قد أنذرهم في 9 يوليو عام 1863 أن على أفراد شعب الماوري اللذين يعيشون بين أوكلاند ووايكاتو تأدية يمين الولاء للملكة فيكتوريا أو سيجري إجلاؤهم إلى جنوب نهر وايكاتو. عَبرت القوات الحدود إلى إقليم وايكاتو بعد ثلاثة أيام وشنت هجومها الأول في 17 يوليو في كوهيروا، لكنها لم تتمكن من التقدم لمدة 14 أسبوعًا.
تضمنت الحرب اللاحقة معركة رانجريري -التي كلفت الطرفين رجالًا أكثر من أي معركة أخرى في حروب نيوزيلندا- ومعركة أوراكو التي استمرت لمدة ثلاث أيام،[6] ولعلها كانت أكثر المعارك شهرة في حروب نيوزيلندا، إذ استوحي منها فيلمان باسم رويز لاست ستاند.[7]انتهت الحملة بانسحاب شعب الماوري كنجيتانجا إلى المناطق الداخلية الوعرة في الجزيرة الشمالية ومصادرة نحو 12,000 كيلومتر مربع من أراضي الماوري.
تركت الهزيمة والمصادرات القبائل التابعة لحركة كنجيتانجا في حالة من الفقر والمرارة، التي تبددت إلى حد ما في عام 1995 عندما اعترفت الحكومة أن الغزو والمصادرة في عام 1863 كانا غير مشروعين واعتذرت عن أفعالها.[8] قبلت قبيلة وايكاتو-تاينوي بتعويض نقدي إلى جانب بعض الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة التي يبلغ مجموع قيمتها نحو 171 مليون دولار -أي نحو 1% من قيمة الأراضي المصادرة في عام 1863- وفي أواخر ذلك العام وقعت الملكة إليزابيث الثانية شخصيًا على قانون تسوية مطالبات وايكاتو راوباتو لعام 1995. [9][10]عادة تعطي الحاكمة العامة الموافقة الملكية على القانون بالتوقيع باسمها.