غارة جون براون على هاربرز فيري
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
جاءت غارة جون براون على هاربرز فيري كمحاولة من جون براون الداعي لإلغاء العبودية، من 16 إلى 18 أكتوبر 1859، جاءت بهدف إشعال تمرد العبيد في الولايات الجنوبية عبر الاستيلاء على ترسانة أسلحة الولايات المتحدة في هاربرز فيري، بولاية فرجينيا (والتي أصبحت فرجينيا الغربية، اعتبارًا من العام 1863). وقد أُطلق على تلك الغارة تسمية البروفة أو المقدمة الكارثية للحرب الأهلية.[1]
هُزمت مجموعة براون المكونة من 22 شخصًا مقابل سرية من مشاة البحرية الأمريكية بقيادة الملازم أول إسرائيل غرين.[2] قُتل عشرة من المجموعة المهاجمة خلال الغارة، ومثل سبعةٌ منهم للمحاكمة وأعدموا بعد ذلك، وهرب خمسة. وانخرط العديد ممن حضر الغارة لاحقًا في الحرب الأهلية: فقد عمِل العقيد روبرت إيدوارد لي في القيادة العامة لعملية استعادة الترسانة. وكان ستونوول جاكسون وجيب ستيوارت ضمن القوات المسؤولة عن حراسة براون المعتقل، وشهِد جون ويلكس بوث ووالت ويتمان إعدام براون. في الأصل، طلب جون براون من هارييت توبمان وفريدريك دوغلاس، اللذين التقاهما في سنواته الأولى كمناصر لإلغاء العبودية في سبرينغفيلد، ماساتشوستس، طلب منهما الاشتراك معه في الغارة، لكن المرض منع توبمان من المشاركة، ورفض دوغلاس الاشتراك لاعتقاده أن خطة براون انتحارية.[3]
أدت الغارة إلى خلق حالة إثارة في الولايات المتحدة لم تعهدها منذ سنوات عديدة.[4] وتلقت الغارة تغطية واسعة في الصحافة على الصعيد الوطني -فقد كانت أول أزمة وطنية من ذلك النوع تنتشر أخبارها باستخدام التلغراف الكهربائي الجديد. واستقلّ المراسلون أول قطار متجه إلى هاربرز فيري بعد ورود أنباء عن الغارة، في الساعة 4 مساءً من يوم الاثنين 17 أكتوبر.[5] كما نقل القطار ميليشيا ماريلاند، وتوقف على جانب ماريلاند من جسر هاربرز فيري، على بعد 3 أميال (4.8 كم) شرق المدينة (في نَجع ساندي هوك، بولاية ماريلاند). نظرًا لشحّ الرسائل الرسمية المطلوب إرسالها أو استلامها، فقد خُصّص التلغراف الذي نُقله في القطار اللاحق، المتصل بأسلاك التلغراف المقطوعة، «خُصّص بأكمله للصحفيين»، الذين «يتمتعون بقوة مكافئة لقوة الجيش». وبحلول صباح الثلاثاء، أُصلِح خط التلغراف، ووصل صحفيون من النيويورك تايمز «وغيرها من الصحف الأبعد».[6]
لم تُستخدم تسمية «غارة» في ذلك الوقت. بعد شهر من الهجوم، عدّدت صحيفة في بالتيمور 26 مصطلحًا مستخدمًا لوصف الهجوم، تضمنت من بينها: «العصيان، والتمرد، والخيانة، والحملة». إنما لم تكن تسمية «غارة» من بينها. في البداية، اعتُبرت غارة براون ضربًا من الجنون، ليست سوى من أفعال شخص متعصب. ولكن كلماته ورسائله بعد الغارة وخلال محاكمته، فيرجينيا ضد جون براون، وبمساعدة كتابات مؤيديه بمن فيهم هنري ديفيد ثورو، هي ما جعلته بطلًا وأيقونة للاتحاد.[7]