عملية عباد الشمس
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عملية عباد الشمس (بالألمانية: 'Unternehmen Sonnenblume') هو الاسم الذي أطلقه الألمان على الحملة العسكرية التي شنتها دول المحور في شمال أفريقيا في فبراير عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية. دُمر الجيش الإيطالي العاشر بفعل هجمات بريطانيا وقوات الصحراء الغربية التابعة للحلفاء في عملية البوصلة (9 ديسمبر 1940 – 9 فبراير 1941). غادرت أول وحدات من الفيلق الأفريقي الألماني (Deutsches Afrikakorps) بقيادة الفريق إرفين رومل من نابولي، واتجهت إلى أفريقيا حتى وصلت إلى شواطئها في 11 فبراير 1941. (في البلاد الناطقة بالإنجليزية أضحى مصطلح «Afrika Korps» مصطلحًا عامًا يشير إلى جميع القوات الألمانية في شمال أفريقيا). وفي 14 فبراير وصلت وحدات فرقة بانزر 21، وكتيبة الاستطلاع الثالثة (Aufklärungsbataillon 3)، والمفرزة المضادة للدبابات رقم 39 (Panzerjägerabteilung 39) إلى طرابلس في ليبيا، وأُمروا على الفور بالتحرك إلى الخطوط الأمامية في سرت.
عملية عباد الشمس | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من حملة الصحراء الغربية | |||||||||
خريطة تظهر الصحراء الغربية | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
ألمانيا النازية إيطاليا |
المملكة المتحدة | ||||||||
القادة | |||||||||
إرفين رومل إيتالو غاريبولدي |
أرشيبالد ويفل فيليب نيم (أ.ح) | ||||||||
الوحدات | |||||||||
الفيلق الأفريقي الجيش العاشر |
قيادة برقة | ||||||||
الخسائر | |||||||||
103–107 دبابة | 3,000 أسير خسارة ق. 100 بالمئة من الدبابات | ||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
وصل رومل إلى ليبيا في 12 فبراير وهو يحمل أوامر بالدفاع عن إقليم طرابلس بأكمله، إلا أنه لجأ إلى استخدام أساليب عدوانية. وفي يوم 25 مارس تنحى مارشال إيطاليا رودولفو غراتسياني عن منصب حاكم ليبيا العام لصالح الجنرال الإيطالي إيطالو غاريبولدي، وأمره كلٌ من لواء الجيش ماريو رواتا ورئيس أركان الجيش الملكي الإيطالي ريجيو إزيرشيتو بوضع الوحدات الإيطالية الآلية في ليبيا تحت قيادة ألمانية. وصلت أول قوات ألمانية إلى سرت في 15 فبراير وتقدمت نحو النوفلية حتى وصلت إليها في 18 فبراير. وفي 24 فبراير تربصت فرقة غارات ألمانية بدورية حراسة بريطانية بالقرب من العقيلة. وفي 24 مارس تمكنت قوات المحور من السيطرة على العقيلة، وشنت غارة على الحلفاء في مرسى البريقة في 31 مارس. عجز لواء المدرعات الثالث البريطاني عن شن هجوم مضاد على الألمان، وتقهقروا نحو بنغازي في اليوم التالي.
تعطلت دبابات لواء المدرعات الثالث المتهالكة فور تحركها كما كان متوقعًا، وعجز اللواء عن منع قوات المحور من محاصرتهم في الصحراء بالقرب من برقة، ما اضطر فرق المشاة الكندية في بنغازي إلى التراجع على طول الطريق الساحلي الليبي. قسّم رومل قواته إلى أعمدة صغيرة لإجبار البريطانيين على التراجع بسرعة أكبر بقدر ما سمحت به موارد الماء والوقود الخاصة بقوات المحور. أُسر عدد كبير من الجنود البريطانيين في المخيلي، ما اضطر البريطانيين إلى الانسحاب من جديد نحو طبرق ومن ثم إلى الحدود الليبية المصرية. عجزت قوات المحور عن احتلال مدينة طبرق قبل أن يتأهب المدافعون عنها، واضطر رومل إلى تفريق قوات المحور إلى مجموعة لحصار طبرق، ومجموعة أخرى عند الحدود المصرية.
نجحت عملية عباد الشمس بسبب استهانة الجنرال أرشيبالد ويفل (رئيس أركان الحرب البريطاني في الشرق الأوسط) ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بقدرة الألمان على شن غارة على الحلفاء في أفريقيا. قلب رومل الطاولة على رأس الحلفاء بفعل جسارته التي لم يتوقعها البريطانيون رغم ما أفادت به التقارير الاستخبارية التي أدلت بها ألترا وجبهة الاستخبارات العسكرية البريطانية إم 14. بعثت بريطانيا عدة وحدات عسكرية إلى اليونان ومصر لاستبدال الوحدات المنهكة. أظهر بعض قادة قوات بريطانيا في برقة فشلهم وعدم أهليتهم، بالإضافة إلى اعتماد الجنرال وافيل على خرائط اتضح له لاحقًا أنها غير دقيقة. وفي عام 1949 علق وافيل في كتابه قائلًا: «من المؤكد أنني لم آخذ رومل في الحسبان بناءً على خبرتي السابقة مع الإيطاليين. كان عليّ أن أكون أكثر حكمةً...».