عملية دراغون
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عملية دراغون (بالإنجليزية: Operation Dragoon) (سُميت في البداية عملية أنفيل) هي الاسم الرمزي لعمليّة الإنزال البحري التي أجراها الحلفاء إبان غزو منطقة بروفنس (جنوب فرنسا) في 15 أغسطس عام 1944. خطط الحلفاء في البداية لإجراء العملية بالتزامن مع عملية أوفرلورد، وهي عملية الإنزال في نورماندي، لكن غياب الموارد المتاحة أدى إلى إلغاء الإنزال الثاني. بحلول شهر يوليو عام 1944، برز الاهتمام مجددًا بعملية الإنزال بعد انسداد موانئ نورماندي وعدم قدرتها على إمداد قوات الحلفاء بالموارد اللازمة. في نفس الوقت، طالبت القيادة الفرنسية العليا إحياء العملية مجددًا والاعتماد على عدد كبير من الجنود الفرنسيين. جراء ذلك، وافق الحلفاء في شهر يوليو على تنفيذ العملية خلال شهر أغسطس.
عملية دراغون | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من مسرح عمليات المتوسط والشرق الأوسط في الحرب العالمية الثانية | |||||||||
| |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
كان الهدف من الغزو تأمين الموانئ الحيوية على الساحل الفرنسي المطل على البحر المتوسط، وزيادة الضغط على القوات الألمانية عبر فتح جبهة جديدة. بعد إجراء عمليات كوماندو (مغاوير) تمهيدية، أُنزل الفيلق الأمريكي السادس على سواحل الريفييرا الفرنسية، بحماية من قوة بحرية كبيرة، عقبها إنزال عدد من فرق الجيش الفرنسي الأول. واجه الحلفاء قوات متفرقة من مجموعة الجيوش الألمانية ج، لكن الأخيرة أصابها الضعف جراء إعادة تموضع بعض فرقها ونقلها إلى جبهات أخرى، واستبدال جنودها بجنود كتائب جحافل الشرق، وجحافل الشرق وحدات أقل رتبة مجهزة بمعدات قديمة.
تعرّضت القوات الألمانية الضعيفة إلى هزيمة ساحقة جراء تفوّق سلاح جو الحلفاء، والانتفاضة واسعة النطاق التي قادتها المقاومة الفرنسية. انسحب الألمان شمالًا عبر وادي نهر الرون بهدف تشكيل خط دفاعي ثابتٍ في ديجون. تمكنت الوحدات المتنقلة التابعة لقوات الحلفاء من تجاوز الألمان وقطع الطريق جزئيًا على الألمان في بلدة مونتيليمار. انتهت المعركة التالية بحالة من الجمود، فلم يتمكن الطرفان من تحقيق تقدّم حاسم. أخيرًا، استطاع الألمان استكمال عملية الانسحاب والتقهقر بعيدًا عن البلدة. أثناء انسحاب الألمان، تمكّن الفرنسيون من الاستيلاء على مرفئي مارسيليا وتولون الهامين، وإدخالهما في الخدمة بعد فترة قصيرة.
لم يتمكن الألمان من الحفاظ على ديجون، وطُلب من الجنود المرابطين الانسحاب التام من جنوب فرنسا. تقهقرت مجموعة الجيوش الألمانية ج إلى الشمال، لكن قوات الحلفاء استمرت بالمطاردة. توقف القتال في نهاية المطاف عند جبال الفوج، حيث تمكنت القوات الألمانية من تشييد خط دفاعي مستقر. التقت قوات الحلفاء بالوحدات المكلفة بتنفيذ عملية أوفرلورد، واحتاجت القوات إلى عملية إعادة التنظيم، وبالنظر إلى المقاومة الألمانية القوية التي تواجهها، توقفت عملية الهجوم في 14 سبتمبر. حققت عملية دراغون النجاح بنظر الحلفاء، فهي التي أتاحت تحرير معظم جنوب فرنسا خلال 4 أسابيع فقط، وإلحاق خسائر فادحة في صفوف القوات الألمانية، على الرغم من هروب جزء كبير من وحدات النخبة الألمانية. دخلت الموانئ الفرنسية حيّز الخدمة بعد الاستيلاء عليها، فتمكّن الحلفاء من حلّ مشاكل الإمدادات على الفور.