علم مسيحي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يُشير علم الاستشفاء المسيحي[1] أو العلم المسيحي إلى المعتقدات والممارسات المرتبطة بأعضاء كنيسة المسيح، العالِم. يُعرف أتباع جماعة العلم المسيحي باسم طلاب العلم المسيحي، وأحيانًا يُطلق على الكنيسة تسمية كنيسة العلم المسيحي. أسّست ماري بيكر إيدي الكنيسة في نيو إنجلاند في القرن التاسع عشر. في العام 1875 نشرت إيدي كتابها العلوم والصحة مع مدخل إلى الكتاب المقدس، والذي وضّح معالم لاهوت كنيسة العلم المسيحي. وأصبح ذلك الكتاب النصَّ الرئيسي لأتباع كنيسة العلم المسيحي، بالإضافة إلى الكتاب المقدس، وبحلول العام 2001 بيعت منه أكثر من تسعة ملايين نسخة.[2]
في العام 1897، منح كومنولث ماساتشوستس إيدي و26 من أتباعها ترخيصًا لتأسيس «كنيسة المسيح (العالِم)»؛ وأعيد هيكلة الكنيسة وتحوّل اسمها إلى «كنيسة المسيح، العالِم» في العام 1892.[3] وفي العام 1894، بُنيت الكنيسة الأم، كنيسة المسيح، العالِم الأولى، في بوسطن، بولاية ماساتشوستس.[4] وأصبح العلم المسيحي الدين الأسرع نموًا في الولايات المتحدة، إذ شهد انضمام 270,000 عضوًا بحلول العام 1936، وهو رقم انخفض بحلول العام 1990 إلى 100,000 تقريبًا.[5] وبحلول العام 2009، يُقال أنّ عدد الأعضاء بلغ أقلّ من 50,000. تُعرَف الكنيسة بصحيفتها، كريستشن ساينس مونيتور، التي فازت بسبع جوائز بوليتزر بين الأعوام 1950 و2002؛ كما تُشتهر بغرف القراءة العامة في جميع أنحاء العالم.
ذكرت إيدي أن كنيسة العلم المسيحي تمثّل عودة إلى «المسيحية الأوليّة وعنصر الشفاء الذي خسرته». ثمة اختلافات رئيسية بين لاهوت كنيسة العلم المسيحي واللاهوت المسيحي التقليدي. يتجلّى ذلك بصورة خاصة في إيمان أتباعها بنسخة راديكالية من المثالية الفلسفية، إذ يعتقدون أن الواقعَ روحاني بصورة بحتة وأنّ العالم المادي مجرّد وهم. كما يظهر ذلك في فكرة أن المرض هو عارِضٌ عقلي وليس اضطرابًا جسديًا، وأنه لا يجب معالجة المريض بالأدوية، بل باللجوء إلى نوعٍ خاص من الصلاة التي تهدف إلى تصحيح المعتقدات المسؤولة عن وهم الوعكة الصحية.[6][7]
لا تُوجِب الكنيسة على أتباعها تجنّب الرعاية الصحية –إذ يلجأ أتباعها إلى أطباء الأسنان، وأطباء العيون، وأطباء التوليد، وللأطباء في حال كسر العظام، ويحصلون على اللقاحات إذا كانت مفروضة بموجب القانون– لكنها تؤكد أن صلاة العلم المسيحي تكون أكثر نجاعةً إذا ما لم تُقترن بالعلاج الطبي.[8] والوجه الأكثر إثارة للجدل هو تسبّب الاعتماد على الصلاة وتجنب العلاج الطبي في وفاة العديد من أتباع الكنيسة وأطفالهم. بين ثمانينيات القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن العشرين، تعرّض بعض الآباء وغيرهم للملاحقة القضائية، وفي بعض الحالات، أدينوا بالقتل غير المتعمد أو الإهمال.[9][10]