ضربة استباقية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الضربة الاستباقية هي حرب بدأت في محاولة لصد أو هزيمة هجوم وشيك أو غزو متوقع، أو لاكتساب ميزة إستراتيجية في حرب وشيكة (يُزعم أنه لا مفر منها) قبل وقت قصير من حدوث ذلك الهجوم. إنها حرب استباقية «تحطم السلام». يعرف أهل السياسة «الضربة الاستباقية» بأنها «التحول من الرد على هجوم فعلي إلى المبادرة بالهجوم لمنع هجوم محتمل، خاصة إذا تمكنت أجهزة الدولة من اكتشاف نوايا مبكرة بالهجوم لدى الخصم بغض النظر عن مظاهر هذه النوايا».
أحيانًا ما يتم خلط مصطلح «الضربة الاستباقية» مع مصطلح «الحرب الوقائية». الفرق هو أنه يتم شن حرب وقائية لدحض التهديد المحتمل للطرف المستهدف، عندما لا يكون هجوم ذلك الطرف وشيكًا أو معروفًا بالتخطيط له. يتم شن حرب وقائية تحسبا للعدوان الفوري من قبل طرف آخر. ويعني ذلك وجود تداخل بين الضربتين؛ فإذا كانت الضربة الوقائية تعتمد على النوايا المحتملة لدى الخصم، فإن الضربة الاستباقية تأتي لمباغتة الخصم قبل المبادرة ببدء الحرب.[1] [2] [3]
لا يسمح ميثاق الأمم المتحدة ببدء النزاع المسلح: وهو أول من «يخرق السلام» في حالة عدم حدوث «هجوم مسلح» حتى الآن، ما لم يصرح به مجلس الأمن الدولي. ادعى بعض المؤلفين أنه عندما يبدو أن خصمًا بدا أنه بدأ الاستعدادات المؤكدة لهجوم مستقبلي محتمل، ولكنه لم يهاجم بالفعل، أن الهجوم قد «بدأ بالفعل»، لكن هذا الرأي لم تؤيده الأمم المتحدة.[4] [5]
الهجوم الياباني على ميناء «بيرل هاربر» الأميركي عام 1941، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956. و«الضربة الاستباقية» التي بدأت الكتابات الأكاديمية الغربية والعربية تروج لها كنسق جديد في العلاقات الدولية أو كنظرية ذات مواصفات معينة، اتخذت اليوم صفة «مبدأ بوش» أو «سياسة المحافظين الجدد» في العلاقات الدولية. لقد أظهر فريق الرئيس الأميركي السابق بوش قدرة ملحوظة على مباغتة الرأي العام الدولي بأجندته السياسية، مستفيدا من حالة الارتباك التي صاحبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومهيئا الأجواء لتقبل مبدأ «الحرب الوقائية».[6]