صربيا العثمانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت المنطقة التي تقوم عليها جمهورية صربيا الآن جزءًا من الدولة العثمانية طوال الحقبة الحديثة المبكرة، لا سيما صربيا الوسطى، على عكس فويفودينا التي انتقلت إلى حُكم آل هابسبورغ منذ نهاية القرن السابع عشر (الذين قاموا بالعديد من عمليات الاستيلاء على صربيا الوسطى أيضًا). أثرت الثقافة العثمانية بصورة واضحة على المنطقة في مجالات العمارة، والمطبخ، واللغة، واللباس، وخاصةً في الفنون والإسلام.[1][2]
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، أُخضعت الديستوبيا الصربية إثر الفتح العثماني لشبه جزيرة البلقان. هزم العثمانيون الصرب في معركة ماريتسا في عام 1371، وجعلوا الحكام الغربيين تابعين لهم. قُريب ذلك، توفي الإمبراطور الصربي ستيفان أوروس الخامس؛ ونظرًا لكونه أبترًا ولاختلاف طبقة النبلاء على الوريث الشرعي، حكم الإمبراطورية بعدها لوردات المقاطعات شبه المستقلين، والذين غالبًا ما كانوا متنازعين فيما بينهم. تصدى أقوى هؤلاء، لازار الصربي دوق منطقة تشمل الآن صربيا الوسطى الحالية التي لم تكن تحت الحُكم العثماني بعد، للعثمانيين في معركة كوسوفو في عام 1389. كانت نتيجة المعركة غير حاسمة، لكن صربيا وقعت في نهاية المطاف تحت حُكم العثمانيين. خلَف ستيفان لازاريفيتش، ابن لازار، والده في الحكم، لكنه بحلول العام 1394 كان قد تحول إلى تابع للدولة العثمانية. في عام 1402، تخلى عن الحكم العثماني وتحالف مع المجر، واتسمت السنوات اللاحقات باقتتال المجريين والعثمانيين من أجل أرض صربيا. في عام 1453، فتح العثمانيون القسطنطينية، وفتحوا بعدها أثينا عام 1458، وضمُّوا صربيا في العام 1459، وأتبعوها باليونان بعد ذلك بعام واحد.
قامت عدة ثورات صغيرة وقصيرة وفاشلة ضد الحكم العثماني كان معظمها بمساعدة من آل هابسبورغ؛ وكانت في أعوام 1594، 1688 – 1691، 1718 – 1739 و1788. في عام 1799، سيطر الداهيا (من قادة الإنكشاريين، وهم مشاة ذوي مكانة عالية في المقاطعات) على سنجق سميديريفو، ونبذوا السلطان وفرضوا ضرائب أعلى. في عام 1804، قتلوا أبرز المفكرين والنبلاء، ما عُرف بمذبحة النيازيون. انتقامًا لذلك، تسلح الصرب وأوقعوا كل الداهيا بين قتيل ومطرود بحلول العام 1806، لكن القتال لم يتوقف، وعندما أرسل السلطان الباشا الجديد إلى المقاطعة، قتله الصرب. استمرت الثورة، وصارت ما عُرف لاحقًا باسم الانتفاضة الصربية الأولى، حيث هزم الصرب بقيادة كاراجورجي العثمانيين في عدة معارك، وحرروا معظم صربيا الوسطى، وأسسوا حكومة نشطة بصورة كاملة. في عام 1813، تكبد الصرب خسارة فادحة، تبعها تمرد فاشل في عام 1814، وبدأت في عام 1815 الانتفاضة الصربية الثانية. في عام 1817، كانت صربيا مستقلة فعليًا (بصفة إمارة صربيا).
يتناول المقال تاريخ الصرب وثقافتهم وبُنيتهم في ظل الدولة العثمانية.