حملة طريق كوكودا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت حملة طريق كوكودا أو حملة مسار كوكودا جزءًا من حرب المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية. تألفت الحملة من سلسلة من المعارك بين يوليو ونوفمبر عام 1942 في ما كان يعرف آنذاك بإقليم بابوا الأسترالي. كانت في الأساس معركة برية، بين فرقة البحار الجنوبية اليابانية تحت قيادة اللواء توميتارو هوري والقوات البرية الأسترالية والبابوية تحت قيادة قوة غينيا الجديدة. كان الهدف الياباني هو الاستيلاء على بورت مورسبي من خلال تقدم بري من الساحل الشمالي، والاتجاه إلى طريق كوكودا فوق جبال أوين ستانلي رينج، كجزء من إستراتيجية لعزل أستراليا عن الولايات المتحدة.
رست القوات اليابانية وأسست مرابط بحرية بالقرب من جونا وبونا في 21 يوليو عام 1942. وعارضتها قوة ماروبرا، التي كانت تتكون آنذاك من أربعة فصائل من الكتيبة 39 وعناصر من كتيبة المشاة البابوية، وسرعان ما تقدموا واستولوا على كوكودا ومطارها الحيوي استراتيجيًا في 29 يوليو. رغم التعزيزات، صُدت القوات الأسترالية باستمرار. نجحت الفرقة 21 من القوة الإمبراطورية الأسترالية الثانية (إيه آي إف) بصعوبة في تجنب أسرها في معركة ميشن ريدج – بريغاد هيل في الفترة من 6 إلى 8 سبتمبر. في معركة لوريبايوا في الفترة من 13 إلى 16 سبتمبر، حارب اللواء 25 بقيادة العميد كينيث إيثر اليابانيين حتى توقفوا لكنه تنازل عن الميدان لليابانيين، وانسحب إلى إميتا ريدج.
تقدم اليابانيون ليصبحوا على مرأى البصر من بورت مورسبي لكنهم انسحبوا في 26 سبتمبر. حيث تجاوزوا خط الإمداد الخاص بهم وأُمروا بالانسحاب نتيجة الانتكاسات التي عانوا منها في غوادالكانال. واجه النهج الأسترالي معارضة قوية من المواقف المهيأة جيدًا حول مفترق تمبلتون وقرية أورا في الفترة من 11 إلى 28 أكتوبر. بعد استعادة كوكودا دون معارضة، دارت معركة كبرى حول أوفي وغوراري في الفترة من 4 إلى 11 نوفمبر، ما أدى إلى انتصار الأستراليين. وبحلول 16 نوفمبر، عبر لواءان من الفرقة السابعة الأسترالية نهر كوموسي في وايروبي، وتقدما على المرابط اليابانية في عملية مشتركة بين أستراليا والولايات المتحدة. صمدت القوات اليابانية في بونا-جونا حتى 22 يناير 1943.
أُعيقت التعزيزات الأسترالية بسبب المشاكل اللوجستية المتمثلة في دعم قوة متمركزة في منطقة معزولة، وجبلية، وحرجة. كان هناك عدد قليل من الطائرات المتاحة لإعادة الإمداد جوًا، وكانت التقنيات الخاصة بها ما تزال بدائية. واعتبرت القيادة الأسترالية أن مدفع فيكرز الرشاشة والمدافع المتوسطة ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن حملها ولن تكون فعالة في التضاريس الحرجة. بدون مدفعية، أو قذائف هاون، أو مدافع رشاشة متوسطة، واجه الأستراليون خصمًا مزودًا بالمدافع الجبلية، ومدافع الهاوتزر الخفيفة التي حُملت إلى الجبال وأثبتت أنها ميزة حاسمة. لم تكن القوات الأسترالية مستعدة للقيام بحملة في بيئة غابات غينيا الجديدة. أدت الدروس المستفادة خلال هذه الحملة ومعركة بونا-غونا اللاحقة إلى تغييرات واسعة النطاق في العقيدة، والتدريب، والمعدات، والتنظيم، مع إرث بقي موجود حتى يومنا هذا.
بسبب للتقدم الياباني السريع والفشل الملموس في الهجوم المضاد السريع، ظهرت «أزمة في القيادة»، حيث ناور الجنرال دوغلاس ماكارثر، وهو القائد الأعلى لقوات الحلفاء في منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ، والجنرال السير توماس بلامي، قائد القوات البرية المتحالفة، ما أسفر عن إقالة ثلاثة ضباط أستراليين رفيعي المستوى. انتُقدت القيادة العامة لماكارثر وبلامي بسبب التصورات غير المعقولة وغير الواقعية للتضاريس والظروف التي جرت فيها الحملة، ما ألحق الضرر بالقوات الملتزمة بالقتال. أُسطرت حملة طريق كوكودا على أنها ترموبيل في أستراليا وأدرجت في أسطورة أنزاك على الرغم من أن فرضية وجود عدو متفوق عدديًا قد ثبت منذ ذلك الحين أنها غير صحيحة.