حملة البحر المتوسط (1798)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تألفت حملة البحر المتوسط من سلسلة من العمليات العسكرية البحرية الكبرى التي قامت بها الحملة الفرنسية المتجهة إلى مصر تحت إمرة نابليون بونابرت إبان فترة حروب الثورة الفرنسية. سعت الجمهورية الفرنسية إلى احتلال مصر كأول مرحلة من خطة فرنسا لتهديد المستعمرة الهندية البريطانية وتمكين السلطان تيبو المعادي للإنجليز من الحكم، مما قد يضطر بريطانيا العظمى للجوء للسلام. في شهر مايو عام 1798 أبحر جيش قوامه 40,000 جندي على متن مئات السفن الفرنسية من مدينة تولون تحت إمرة نابليون بونابرت عبر البحر المتوسط في اتجاه جنوب الشرق. وفي نفس الوقت أبحر أسطول بريطاني صغير تحت قيادة اللواء هوراشيو نيلسون لمطاردة أسطول بونابرت، ولاحقًا انضمت إليه عدة سفن أخرى حتى وصل عددها إلى 13 سفينة حربية. واجه نيلسون صعوبة في مطاردة نابليون نظرًا لغياب البوارج الاستكشافية وعدم توفر معلومات استخبارية صحيحة. كان الهدف الأول من حملة بونابرت السيطرة على جزيرة مالطا الواقعة تحت سيطرة فرسان القديس يوحنا، إذ أنها مكنت صاحبها نظريًا من السيطرة على وسط البحر الأبيض المتوسط. رست سفن الفرنسيين على شاطئ الجزيرة وطغى الجنود الفرنسيين على دفاعاتها بسرعة خاطفة، ونجحوا في الاستيلاء على مدينة فاليتا قبل أن يستأنفوا رحلتهم إلى مصر. عندما علم نيلسون باحتلال مالطا من قبل بونابرت، خمّن أن الفرنسيين متجهون نحو مصر، وسارع بالإبحار إلى الإسكندرية، ولكنه تخطى الأسطول الفرنسي إبان ليلة 22 يونيو دون يلاحظه، ووصل إلى الشواطئ المصرية قبلهم.
حملة البحر المتوسط | |||||
---|---|---|---|---|---|
جزء من حروب الثورة الفرنسية | |||||
| |||||
تعديل مصدري - تعديل |
عاد نيلسون أدراجه في اتجاه غرب البحر المتوسط بعدما عجز عن العثور على بونابرت وأسطوله، وانتهى به المطاف في صقلية في 19 يوليو، بينما وصل بونابرت إلى الإسكندرية واقتحمها، مما مكنه من الاستيلاء على الشاطئ المصري والسير بجيشه برًا إلى الداخل. مكث أسطول بونابرت راسيًا في خليخ أبي قير متخذًا تشكيلة خط المعركة، وكُلف فرانسوا–بول بروي دوجييه بقيادة الأسطول في غياب بونابرت. أفصحت الإفادات التي وصلت إلى مدينة كوروني عن الغزو الفرنسي لمصر، وفور وصول الأنباء إلى نيلسون أسرع بأسطوله عائدًا إلى الشواطئ المصرية، ووصل إلى أبي قير في 1 أغسطس. أمر نيلسون بمهاجمة طليعة الأسطول الفرنسي على الفور على الرغم من اقتراب حلول الظلام وعدم توفر خرائط كافية لأبي قير في يده. لم يكن بروي مستعدًا لهذا الهجوم، ولم تستطع سفنه أن تناور الأسطول البريطاني الذي انقسم إلى شعبتين وأحاط بالأسطول الفرنسي من الجهتين حتى تمكن الإنجليز من الاستيلاء على سفن الطليعة الخمسة، والاشتباك مع سفينة القائد الفرنسية «أورينت» ذات المائة وعشرين مدفعًا الواقعة في المنتصف. وفي تمام الساعة التاسعة مساءًا اشتعلت النيران في سفينة أورينت وانفجرت، مما أدى إلى مقتل معظم طاقمها وإنهاء المعركة الأساسية. وقعت بضعة مناوشات متقطعة ليومين تاليين حتى استولى الإنجليز على جميع السفن الفرنسية، أو دمروها، أو تركوها تلذ بالفرار. تُعرف تلك الواقعة بمعركة النيل، ودُمرت فيها أحد عشرة سفينة حربية وفرقاطتان، مما أدى إلى حبس نابليون داخل مصر وانقلاب موازين القوة لصالح الإنجليز في البحر الأبيض المتوسط.
تشجعت بضعة دول أخرى على الانضمام للتحالف الثاني وشن الحرب على فرنسا بعد هزيمة البحرية الفرنسية في البحر المتوسط. باشرت كلٌ من البرتغال، ومملكة نابولي، والإمبراطورية العثمانية، والإمبراطورية العثمانية بنشر قواتها في البحر المتوسط. شارك الروس والأتراك في حصار مصر وفي العمليات الحربية في البحر الأدرياتيكي، بينما شاركت البرتغال في حصار مالطا الذي أمر به نيلسون من بعيد وهو ماكث في مسكنه في نابولي. جُرح نيلسون في معركة النيل، وبعدها أصبح منخرطًا في سياسة مملكة نابولي، وشجع الملك فرديناند على شن الحرب ضد فرنسا، مما أدى إلى هزيمة فرديناند وخسارة مملكته. وفي الجانب الغربي من البحر المتوسط، أرسل فريق البحرية البريطانية جون جيرفيس (الذي قاد الأسطول البريطاني المتمركز في قادس) قواته ضد جزيرة منورقة، ونجح في الاستيلاء عليها بسرعة خاطفة وحولها إلى قاعدة بحرية مهمة.