حرائق يلوستون عام 1988
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حرائق يلوستون عام 1988 | |
---|---|
المعلومات | |
البلد | الولايات المتحدة |
إحداثيات | 44°36′N 110°30′W |
الخسائر | |
تعديل مصدري - تعديل |
حرائق يلوستون عام 1988 شكَّلت مَعًا أكبر حريق تم تسجيله في تاريخ متنزه يلوستون الوطني بالولايات المتحدة. شبَّ الحريق في البداية كحرائق فردية صغيرة، وسرعان ما انتشرت ألسنة النيران وخرجت عن السيطرة بزيادة الرياح والجفاف، متَّحِدة في حريق كبير، وظلت مشتعلة لعدة أشهر. دمرت هذه الحرائق تقريبًا وجهتين رئيستين للزوار، وقد أغُلِقَ المتنزه بالكامل أمام الأفراد فيما عدا حالات الطوارئ لأول مرة في تاريخه في 8 أيلول 1988.[1] وما كانت هذه الحرائق لتنتهي لولا قدوم الطقس البارد والرطب في أواخر الخريف من نفس العام. تأثر ما مجموعة 793.880 فدان (3.213 كم2)، أو 36% من مساحة المتنزه بتلك الحرائق الهائلة.[2]
كافح الآلاف من رجال الإطفاء النيران بمساعدة عشرات من طائرات الهليكوبتر والطائرات ذات الأجنحة الثابتة المستخدمة لقطرات الماء ومؤخرات الاحتراق. خُصِص أكثر من 9.000 رجل إطفاء في ذروة هذا الجهد لإدارة المتنزه، وبزيادة اشتعال النيران في جميع أنحاء النظام الإيكولوجي بيلوستون الكبرى وغيرها من المناطق في غرب الولايات المتحدة، لم تعد مستويات التوظيف ووكالات إدارة الأرض لخدمة المتنزه الوطني كافية، فسرعان ما تم استدعاء أكثر من 4.000 فرد من الجيش الأمريكي للمساعدة في جهود إخماد الحريق، والتي تكلّفَت 120 مليون دولار (مما يعادل 240 مليون دولار في عام 2013). وعلى الرغم من عدم حدوث خسائر بشرية بين رجال الإطفاء أثناء مكافحة النيران بيلوستون وُجِدَ خارج المتنزه ضحيتان خلفهما الحريق.
قبل أواخر الستينيات، كان هناك اعتقاد بأن الحرائق بصفة عامة ستضر الحدائق والغابات، لذا كانت السياسات الإدارية تهدِف لإخماد الحرائق في أسرع وقت ممكن، ولكن عندما عُرِفَ الدور الإيكولوجي النافع للحرائق بشكل أفضل في العقود التي سبقت 1988 تم اعتماد سياسة السماح بالحرائق الطبيعية تحت ظروف خاضعة للرقابة، وأثبتت تلك السياسة نجاحًا بالغًا في تقليص المساحة المفقودة سنويًا بسبب الحرائق الهائلة.
وعلى الرغم من السياسات المذكورة، تعرضت يلوستون في صيف عام 1988، والذي جاء جافًا بصورة غير اعتيادية، إلى حريق هائل؛ إذ اتحدت الحرائق الصغيرة والتي من المفترض أن كانت تحت السيطرة في حريق واحد كبير. استمرت النيران مشتعلة بصورة متقطعة، متنقلة من رقعة إلى أخرى دون أن تمس المناطق المتداخلة، واجتاحت العواصف النارية الكبيرة بعض المناطق وحرقت ما يعترض طريقها. كذلك التهمت ألسنة النيران الهائلة عشرات الملايين من الأشجار وعدد لا يحصى من النباتات، وتركت بعض المناطق متفحمة وجرداء، إلا أن أكثر من نصف المناطق المتضررة كانت جراء الحرائق الأرضية، والتي ألحقت ضررًا أقل بالفصائل الأقوى من الأشجار. لم يمض وقت طويل بعد أن انقضت الحرائق حتى أسرعت النباتات والأشجار في إقامة عودها من جديد، وكذلك حققت عمليات الإحياء الطبيعية للنباتات نجاحًا بالغًا.
لم يسبق لحرائق يلوستون عام 1988 مثيل في تاريخ دائرة المتنزه الوطني، ولذلك أثارت العديد من التساؤلات حول سياسات إدارة الحرائق. في كثير من الأحيان، كانت تقارير وسائل الإعلام حول سوء إدارة الحريق غير دقيقة وتهدف فقط لإثارة الحدث، وأحيانًا تُقَدَم تقارير مغلوطة تعطي تلميحات بأن غالبية مناطق المتنزه يجرى تدميرها. وفي حين كان هناك انخفاضات وقتية في جودة الهواء أثناء الحريق، فلم يتم تسجيل أية أثار صحية ضارة طويلة الأجل في النظام البيئي. وعلى عكس التقارير الأولية، التهمت النيران أعداد قليلة من الثدييات الكبيرة، على الرغم من أنه كان هناك انخفاض في أعداد حيوان الموظ، والتي لم تعد بعد لوضعها الطبيعي. وقد حد تركيز جهود إخماد الحرائق بالقرب من الوجهات الرئيسة للزوار من الخسائر التي لحقت بالمباني، وأوقفت إجمالي الأضرار التي لحقت بالممتلكات عند 3 ملايين دولار (أو ما يعادل 6 ملايين دولار في عام 2013).