ثورات 1820
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
ثورات 1820 هي موجة ثورية جرت في أوروبا بعد الحروب النابليونية. فثورات اسبانيا والبرتغال وروسيا وإيطاليا كانت للسعي في ملكيات دستورية، اما التي كانت باليونان فكانت من أجل الاستقلال عن الحكم العثماني. وتكررت تلك الموجة الثورية في ثورة 1830 وفي الربيع الأوروبي 1848.
كانت محاور الإيديولوجية لتلك الثورات هي الليبرالية والقومية. وبما أن البلدان الأكثر تأثرا هي التي في جنوب أوروبا (وتلك حلقة من مناطق أخرى مثل ألمانيا وفرنسا وكانت أقل أهمية بكثير) وإسبانيا باعتبارها مركزا للحركة التي انتشرت في إيطاليا والبرتغال[3]، ومن ناحية أخرى أتت اليونان والتي أطلق عليه دورة البحر المتوسط مع دورة الأطلسي التي سبقتها بجيل كامل (ظهرت أولى الثورات الليبرالية أو البرجوازية على دفتي المحيط الأطلسي: الثورة الأمريكية 1776 ثم الفرنسية 1789).[4]
جاءت ثورات 1820 بسبب ردة الفعل على ثورات الاستعادة التي جاءت نتيجة هزيمة الثورة الفرنسية فشملت استعادة للنظام القديم وتطبيق مبادئ المناصرين للسلطة التشريعية لمؤتمر فيينا 1815، عهد إلى التحالف المقدس استخدام القوة والتدخل. وتكون هذا التحالف من الملكيات المطلقة التي تمكنت أخيرا من تجنب تعميم العدوى الثورية واخماد بؤر ثورية. وبسبب عدم تكافؤ القوى، وبسبب تفشي المؤامرة فقد قام الثوار بتكوين تنظيمات سرية في 1820 على غرار الماسونية مثل الكاربونيريا.
على الرغم من أنه يمكن الكشف عن التحولات السابقة، إلا أن الحركة الثورية قد نشرت تلك العدوى وظهر تقليدها واضحا في عدة حالات (حتى في نصوص الدستور) ومنها اعلان الجيش الإسباني الليبرالي إنشاء ماأسماه السنوات الثلاث الليبرالية. ثم كانت الثورات في البرتغال وإيطاليا (وخاصة في بيدمونت ونابولي) كانتا على نفس المنحى. أما تلك البعيدة عنهما في الزمان والمكان وهي حركة (ثورة الديسمبريين 1825) ذات طبيعة مختلفة في الإمبراطورية الروسية. أما اليونان فهي القضية الأكثر غرابة، حيث بدأت حركة من أجل الاستقلال اليونانية في 1821. وكانت تلك الثورة الوحيدة التي نجحت من تلك الدورة وذلك بفضل دعم القوى الأوروبية ضد الدولة العثمانية.