تمرد خليج مورانت
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بدأ تمرد خليج مورانت (الحادي عشر من أكتوبر عام 1865) بمسيرة احتجاجية نحو دار القضاء، شارك فيها مئات الأشخاص تحت قيادة الواعظ الديني بول بوغل في خليج مورانت بجامايكا. كان البعض مسلحًا بالعصي والحجارة. بعدما أٌطلق النار على 7 رجال وقُتلوا علي يد ميليشيا المتطوعين، هاجم المحتجون دار القضاء والمباني المحيطة وأحرقوها. قُتل ما مجموعه 25 شخصًا. في اليومين التاليين، انتفض الفلاحون في أبرشية القديس توماس في الشرق وسيطروا على معظم أراضي المنطقة.[1]
احتج الجامايكيون على غياب العدالة وانتشار الفقر. مُنع معظم المُعتَقين من الاقتراع بفضل ضريبة الرؤوس، وساءت ظروف معيشتهم عقب الضرر الذي لحق بالمحاصيل إثر الفيضانات وأوبئة مثل الكوليرا والجدري، بالإضافة إلى فترات الجفاف الطويلة. قبل أيام قليلة من الحادثة، حاولت الشرطة اعتقال رجلٍ بتهمة عرقلة محاكمة ما، فاندلع شجار بينهم وبين الجمهور المتفرج. أصدر المسؤولون مذكرة لاعتقال الواعظ بوغل.
أعلن الحاكم إدوارد جون أير القانون العرفي في المنطقة، وأمر جندوه بملاحقة المتمردين. قتل الجنود الكثير من الأفراد السود البريئين، من بينهم النساء والأطفال، فتجاوزت حصيلة القتلى الأولية الـ 400. اعتقل الجنود أكثر من 300 شخص، من بينهم بوغل. كان الكثير من هؤلاء المعتقلين أبرياء، لكن محاكماتهم جرت على الفور واتُخذ بحقهم حكم الإعدام وفقًا للقانون العرفي، عُوقب الرجال والنساء بالجلد والحبس لسنوات طويلة. كانت تلك أقسى أشكال قمع الاضطرابات في تاريخ الهند الغربية البريطانية.[2] أمر الحاكم باعتقال جورج وليام غوردن في كينغستون، وهو رجل من عرق مختلط يشغل منصب ممثل الأبرشية في مجلس نواب جامايكا، وجلبه إلى خليج مورانت، فحُوكم السياسيّ هناك وفقًا للقانوني العرفي. أُدين غوردن على الفور ثم أُعدم.
ولّدت هذا القمع العنيف والإعدامات المتعددة جدلًا حاميًا في إنجلترا، فاعترض البعض على التصرفات اللادستورية للحاكم جون أير، بينما مدحه البعض وشيّد باستجابته تجاه الأزمة. يبقى التمرد والقمع الذي رافقه موضوعًا مثيرًا للجدل، وورد ذكره مرارًا في الدراسات التي قام بها المختصون حيال السود والاستعمار.