تقدم اجتماعي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التقدم الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Progress) هو كلّ تغير في البناء الاجتماعي، يطلق النشاط الإنساني ويحفزه؛ ليعمل الناس في حرية وتعاون.[1][2][3] كما ينطوي على هدف غالٍ، يتوخى خيراً، أو ينتهي إلى نفع. ولا بدّ لكلّ مرحلة لاحقة من مراحله، أن تكون أكثر ازدهاراً ورقياً من سابقتها.
التقدم هو الحركة التي تسير نحو الأهداف المنشودة والمقبولة، أو الأهداف الموضوعية، التي تنشد ما هو خير، أو تنتهي إلى تحقق النفع. وينطوي التقدم على مراحل، تكون كلّ منها أكثر ازدهاراً أو أرقى من المرحلة السابقة عليها. كما تشير الكلمة إلى انتقال المجتمع البشري إلى مستوى أعلى، من حيث الثقافة، والقدرة الإنتاجية، والسيطرة على الطبيعة. وقد رأى بعض مفكري القرن التاسع عشر في التقدم مصطلحاً، يشير إلى حركة نحو المنطق والعدالة، وتأكيد المساواة بوصفها جوهر العدل.
اقترنت فكرة التقدم، في أذهان العلماء، بالتغير؛ لأنها تتضمن الانتقال من البسيط إلى المركب، ومن الأقل تقدماً إلى الأكثر تقدماً ورقياً. إلا أن ثمة فارقاً بينهما، فالتغير الاجتماعي يشير، في جوهره، إلى البحث عن المبادئ، التي تحكم الذبذبات الاجتماعية؛ ويقوم على تحويل موضوعي لأسبابها واتجاهاتها؛ في حين أن التقدم الاجتماعي، يتضمن مدخلاً معيارياً قيمياً للحكم على الأحداث الاجتماعية. ناهيك من أن التقدم الاجتماعي، يهتم بالبحث عن مجتمع أفضل وأحسن ؛ بينما يهتم التغير الاجتماعي بالواقع. يحمل التقدم، إذاً، في مضمونه الأساسي، ما ينبغي أن يكون؛ بينما يشير التغير الاجتماعي إلى ما هو موجود، أو ما هو كائن بالفعل.
في سياق التقدمية، يُشير التقدم إلى الافتراض القائل بأن التطوير في التكنولوجيا والعلوم والتنظيم الاجتماعي قد أفضى إلى وضع بشري أفضل، ومن تحصيل الحاصل أنه سيستمرّ في الإتيان بنفس تلك النتائج الإيجابية. وقد يُصار إلى هذا الوضع المرغوب عبر تدخّل مباشر من البشر، كما هو الحال في المشاريع الاجتماعية أو عبر النشاطية، أو بفضل كونه جزءًا مِن عملية التطور الثقافي الاجتماعي.
ظهر مفهوم التقدم لأول مرة في النظريات الاجتماعية في بدايات القرن التاسع عشر، بالأخص التطور الاجتماعي لدى أوغست كونت وهربرت سبنسر. كان مفهوم التقدم حاضرًا في فلسفة التاريخ في عصر التنوير. نادت العديد من الأيديولوجيات السياسية بمختلف انتماءاتها نادت بالتقدم كغاية في حد ذاته وتبنّت نظريات مختلفة بخصوص الكيفية المُثلى لتحقيقه.
التقدم في وقتنا الحالي. كل منها لم يأتي من فراغ ، فالتقـدم محصـلة تفكر إنساني يقوم على رؤية مستقبلية ثاقبة ، يتطلع صاحبها إلـى صـورة ذهابـة انسل ، يبذل جهدا للوصول إليها وفق أسلوب يقوم على الدراسة وتقيـيـم البـدائل واختيار البديل الأفضل واستخدام الموارد المتاحة بطريقة مثالية ، وتعبنـة جميـع الجهود في سبيل تحقيق سلسلة متتالية من الأهداف تتحقق معها تلك الصور الذهنية الأفضل . ويرتبط بذلك عدة صور من السلوك الإنساني الذي يقوم على الانفتـاح والمشاركة ( للاستفادة من الرأي الآخر ) والشفافية والتحايـز الإيجـابي والتفاعـل الإنساني الذي يتحقق معه الرضا والإشباع لجميع المشتركين في العمل ، وفي نفس الوقت تحقيق نوع من التوازن بين المصـالح ( المتعارضـة ) لجميـع الأطـراف » والعمل على تحقيق المصلحة العامة للمجتمع .
في حالة التقدم تختفي الإنائية ، ليحل محلها التعاون ، وتتراجـع الرؤيـة الفردية الضيقة ليحل محلها روح الفريق والرؤية الجماعية الشاملة وينكمش الـرأي الواحد لتزدهر الديموقراطية ، ويكون الالتزام واحترام القانون هو أساس التعامـل بين أفراد المجتمع .