تدهور وتقهقر التربة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تدهور وتقهقر التربة هما عمليتا تطور تراجعي مرتبطان بخسارة التوازن في التربة المستقرة. السبب الأولي لتقهقر التربة هو تعرية التربة، ويتوافق مع الظاهرة التي يعيد فيها تتالي عمليات التعرية التربة إلى طبيعتها الأصلية. التدهور هو عملية تطورية، نوع مختلف من عمليات التطور الطبيعية المتعلقة بالمناخ والغطاء النباتي. ينجم عن استبدال المجتمعات النباتية الأولية (المعروفة باسم مجتمعات الذروة) بمجتمعات ثانوية. يغير هذا الاستبدال من تركيبة الدبال وكميته، ويؤثر على تشكل التربة، ويتعلق بشكل مباشر بالنشاط البشري. قد ينظر إلى تدهور التربة على أنه أي تغير أو اضطراب بيئي يحدث للتربة يمكن اعتباره ضارًا أو غير مرغوب فيه.[1][2]
في بداية تشكل التربة، تُستعمَر النتوءات على الصخور العارية من قبل الأنواع الرائدة (الأشنيات والحزازيات). وتعقبها النباتات العشبية، والشجيرات، وأخيرًا الغابات. على موازاة ذلك، يتشكل الأفق الأول الحاوي على الدبال (الأفق أ)، ويتبعه بعض الآفاق المعدنية (الآفاق ب). تتميز كل مرحلة تعاقبية بعلاقة معينة بين التربة أو الغطاء النباتي والبيئة، ويعرِّف ذلك نظامًا بيئيًا.
بعد وقت معين من التطور المتوازي بين التربة والغطاء النباتي، تنشأ حالة توازن مستقر. يدعو بعض علماء البيئة هذه المرحة من التطور بالذروة ويدعوها آخرون بالإمكانات الطبيعية. التعاقب هو التطور المتجه نحو الذروة. بغض النظر عن تسميتها، مرحلة التوازن للتعاقب الأولي هي أعلى شكل طبيعي للتطور التي يمكن أن تنتجها العوامل البيئية.
تمتلك دورات تطور الترب فترات متباينة في مدتها بشكل كبير، من عشرات ومئات وآلاف السنين بالنسبة للترب سريعة التطور (الأفق أ فقط)، إلى أكثر من مليون سنة بالنسبة للترب بطيئة التطور. قد تحقق التربة نفسها عدة ظروف تعاقبية مستقرة خلال حياتها، كما يظهر في سلسلة نظام الغابة القزمية البيئي (غابة بيغمي) في مقاطعة ميندوسينو (كاليفورنيا). تصل الترب بشكل طبيعي إلى حالة الإنتاجية العالية، التي تنحدر منها بشكل طبيعي عندما تزاح العناصر المعدنية من نظام التربة. وبالتالي تكون الترب القديمة أكثر عرضة للتقهقر والتدهور.