تاريخ هندوراس (1982 إلى الوقت الحاضر)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يزخر التاريخ الحديث للهندوراس باختفاءات واسعة النطاق لأعضاء نقابة العمال ذوي الاتجاهات اليسارية والطلاب وآخرين غيرهم. صادق المجلس التشريعي على دستور جديد في عام 1982،[1] وسيطر الحزب الليبرالي الهندوراسي التابع للرئيس روبرتو سوازو كوردوفا على رئاسة البلاد.[2] اعتمد الرئيس سوازو على الدعم الأمريكي -الذي تضمن مشاريع تنمية اقتصادية واجتماعية مثيرة للجدل وتحت رعاية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية- خلال فترة من الركود الاقتصادي الحاد. وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، «فقد أصبحت الهندوراس مستضيفةً لأوسع مهمة لفرق السلام في العالم، وتزايدت على إثر هذا أعداد الوكالات الدولية التطوعية والمنظمات غير الحكومية».[3]
البداية | |
---|---|
المنطقة |
فرع من |
---|
مع اقتراب موعد الانتخابات في عام 1985، فسر الحزب الليبرالي الهندوراسي قانون الانتخابات على أنه يسمح بترشيح أعضاء متعددين للرئاسة من الحزب الواحد. أعلن هذا الحزب النصر بعد تفوق مرشحيه للرئاسة بصورة مجتمعة (الذين حصدوا 42% من الأصوات) على المرشح رافاييل ليوناردو كاييخاس روميرو عن الحزب الوطني لهندوراس. تولى خوسيه أسكونا دل هويو الرئاسة في عام 1986، بعد حصوله على أعلى عددٍ من الأصوات من بين مرشحي الحزب الليبرالي الهندوراسي. بمباركة من القوات الهندوراسية المسلحة، أخرجت حكومة أسكونا من السلطة، ويُعدُّ هذا كأول انتقال سلمي للسلطة من رئيس مدني إلى رئيس مدني آخر خلال السنوات الثلاثين المنصرمة.[4]
فاز المرشح الوطني رافاييل ليوناردو كاييخاس روميرو بالانتخابات الرئاسية اللاحقة وتولى الحكم في عام 1990. تضخم العجز المالي للبلاد خلال السنة الأخيرة من حكم الرئيس كاييخاس. تنامى السخط الشعبي تجاه ارتفاع تكلفة المعيشة وتفشي الفساد الحكومي ما دفع الناخبين في عام 1993 إلى انتخاب المرشح كارلوس روبرتو رينا عن الحزب الليبرالي وفوزه بمجموع 56% من الأصوات. انتُخب الرئيس رينا على أساس منهجه الداعي إلى «ثورةٍ أخلاقية»، إذ حاكم الفاسدين ولاحق المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان في ثمانينيات القرن العشرين. أسس الرئيس رينا مكتبًا حديثًا للادعاء العام وقوات شرطة خاصة بالتحقيقات، وزاد من الرقابة المدنية على القوات المسلحة، وحوّل قوات الشرطة من السلطة العسكرية إلى السلطة المدنية، وأنعش الحالة المالية للبلاد.
تولى المرشح الليبرالي للرئاسة كارلوس روبرتو فلوريس الحكم في عام 1998. دشن فلوريس مجموعةً من الإصلاحات وأضفى طابعًا عصريًا على الحكومة والاقتصاد الهندوراسي، مع التركيز على مساعدة المواطنين الهندوراسيين الفقراء والحفاظ على الحالة المالية للبلاد وتحسين قدرة الدولة التنافسية على الصعيد الدولي. في أكتوبر من عام 1998، اجتاح إعصار ميتش دولة الهندوراس، مخلفًا أكثر من 7000 قتيل و1.5 مليون شخص من النازحين. بلغ مجموع الخسائر المالية الناتجة عن هذا الإعصار نحو 3 مليارات دولار أمريكي.
فاز المرشح ريكاردو مادورو عن الحزب الوطني لهندوراس بالانتخابات الرئاسية لعام 2001، وتولى زمام الحكم في عام 2002. نشر مادورو قوات مشتركة من الجيش والشرطة ودوريات تجوب الأحياء لمكافحة الجرائم والعصابات. دعم الرئيس مادورو الحرب ضد الإرهاب بقوة واشترك مع قوات التحالف في العراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عن طريق مساهمته بـ370 جنديًا لمدة أحد عشر شهرًا. تفاوضت وصادقت الهندوراس تحت قيادة مادورو على اتفاق التجارة الحرة بين الجمهورية الدومينيكية وبلدان أمريكا الوسطى، وحصلت على تخفيف لديونها، وأصبحت أول دولة في أمريكا اللاتينية توقع على ميثاق لإنشاء حساب لتحدي مواجهات الألفية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودعمت مبدأ تكامل دول أمريكا الوسطى.
فاز المرشح خوسيه مانويل زيلايا روسالس عن الحزب الليبرالي بالانتخابات الرئاسية في 27 نوفمبر من عام 2005 بفارق 4% فقط عن منافسيه، وهو أقل فارق في تاريخ الانتخابات الهندوراسية. كان شعار الحملة الانتخابية لزيلايا هو «سلطة المواطن»، وتعهد بزيادة الشفافية الحكومية ومحاربة تجارة المخدرات، مع المحافظة على توازن الاقتصاد الكلي. فاز الحزب الليبرالي بـ62 من أصل 128 مقعدًا في مجلس النواب، متخلفين عن الغالبية المطلقة بفارقٍ قليلٍ من المقاعد.