تاريخ نيوزيلندا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يعود تاريخ نيوزيلندا إلى نحو 700 عام حين اكتشفها البولنيزيون واستوطنوا فيها، وهم الشعب الذي طور حضارة ماوري البارزة. ومثل بقية حضارات المحيط الهادي، كان مجتمع ماوري يتمحور حول الروابط العائلية والارتباط بالأرض، لكن على عكس البقية، تأقلمت حضارة ماوري مع بيئة باردة بدلًا عن بيئة دافئة استوائية.
أحد جوانب | |
---|---|
فرع من |
كان أول مُستكشف أوروبي يقع بصره على نيوزيلندا الملّاح الهولندي أبل تاسمان في 13 ديسمبر عام 1642.[1] اكتشفها ورسم شريطها الساحلي لكنه لم يرسُ فيها قط. كان القبطان جيمس كوك، الذي وصل إلى نيوزيلندا في أكتوبر من عام 1769 على متن أولى رحلاته الثلاثة، أول مستكشف أوروبي يبحر حول نيوزليندا ويرسم خارطتها.[2]
منذ أواخر القرن الثامن عشر، كان مستكشفون وبحارة آخرون ومبشرون وتجار ومغامرون يزورون البلاد بانتظام. وُقعت عام 1840 معاهدة وايتانغي بين التاج البريطاني وعديد رؤساء ماوري، التي ضمت نيوزيلندا إلى الامبراطورية البريطانية وأعطت شعب ماوري حقوق المواطنين البريطانيين نفسها. على أي حال، قادت النزاعات نتيجة تفاوت ترجمات المعاهدة ورغبة المستوطنين بأخذ الأرض من شعب ماوري إلى حروب نيوزيلندا منذ عام 1843.[3]
حدث استيطان بريطاني موسع على امتداد بقية القرن وبداية القرن التالي. أدت حروب نيوزيلندا وفرض نظام اقتصادي وقانوني أوروبي إلى انتقال ملكية معظم أراضي نيوزيلندا من الماوري إلى بيكيها (ملكية أوروبية)، وأصبح أغلب شعب الماوري فقراء في ما بعد.
منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، شرّع البرلمان النيوزيلندي عددًا من المبادرات التقدمية، من بينها حق النساء في التصويت والرواتب التقاعدية. وبعد أن أصبحت دولة ذات حكم ذاتي ضمن الامبراطورية البريطانية عام 1907، بقيت البلاد عضوًا متحمسًا من الامبراطورية، وقاتل أكثر من 100,000 نيوزيلندي في الحرب العالمية الأولى بصفتهم جزءًا من الحملة العسكرية النيوزيلندية خارج الوطن. وقعت نيوزيلندا بعد الحرب معاهدة فيرساي (1919)، وانضمت إلى عصبة الأمم، وتابعت سعيها تجاه سياسة أجنبية مستقلة، بينما كانت دفاعاتها لا تزال تحت حكم بريطاني.
عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، اشترك النيوزيلنديون في الدفاع عن الامبراطورية البريطانية، وقدمت البلاد نحو 120,000 جندي. بدءًا من الثلاثينيات، نُظم الاقتصاد أشد التنظيم وطُورت حالة شاملة من الرعاية الاجتماعية. في هذه الأثناء، خضعت ثقافة الماوري لنهضة، وأخذوا بالانتقال إلى المدن بأعداد كبيرة بدءًا من الخمسينيات. الأمر الذي أدى إلى تطور حركة احتجاجات الماوري التي قادت بدورها إلى اعتراف أكبر بمعاهدة وايتانغي في أواخر القرن العشرين.
عانى اقتصاد البلاد نتيجة أزمة حظر النفط عام 1973، بخسارة نيوزيلندا لأكبر سوق تصدير لها تلوَ دخول بريطانيا السوق الأوروبية المشتركة، والتضخم المالي المفرط. في عام 1984، انتُخبت حكومة حزب العمال الرابعة وسط أزمة اقتصادية ودستورية. استُبدلت السياسات التدخلية للحكومة الوطنية الثالثة بالـ«روجرنوميكس Rogernomics» (لفظ منحوت اخترعه صحفيو مجلة نيوزيلندا لسنر لوصف السياسات الاقتصادية النيولبرالية التي اتبعها وزير الاقتصاد روجر دوغلاس)، التي تفرض التزامًا باقتصاد السوق الحرة. أصبحت السياسة الخارجية أكثر استقلالًا بعد عام 1980 خصوصًا في الضغط من أجل منطقة خالية من الإشعاعات النووية. حافظت الحكومات المتعاقبة على هذه السياسات عمومًا، رغم تلطيفها لأخلاقيات السوق الحرة إلى حد ما.