تاريخ بوتان
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تاريخ بوتان المبكر غارق في الأساطير وما زال غامضا. ربما كان سكنت في وقت مبكر من عام 2000 قبل الميلاد، لكن لم يعرف الكثير عن تلك الفترة حتى دخلت البوذية التبتية في القرن التاسع، عندما أجبرت الاضطرابات في التبت العديد من الرهبان على الفرار إلى بوتان. في القرن الثاني عشر، أسست مدرسة دروكبا كاجيوبا [الإنجليزية] وظلت الشكل السائد البوذية في بوتان إلى اليوم. ويرتبط التاريخ السياسي للبلاد ارتباطا وثيقا بتاريخها الديني والعلاقات بين مختلف المدارس الرهبانية والأديرة.[1]
المنطقة |
---|
فرع من |
---|
تُعتَبر بوتان واحدةً من قلائل البلدان التي حافظت على استقلالها طوال تاريخها، إذ لم تخضع لاحتلال أو حُكم خارجي. ثمة تكهنات بأن بوتان خضعت لحُكم مملكة كامارابورا أو الإمبراطورية التبتية في القرنين السابع إلى التاسع، إلا أنه لا توجد أدلة قطعية الثبوت على ذلك. ابتداءً من أوائل التاريخ المسجل، لطالما دافعت بوتان بشكل ناجح عن سيادتها.
يعود تاريخ ترسيخ أسس بوتان إلى العام 1616 عندما هزم نغاواناغ ناماجيال، والذي كان لاما من منطقة التبت الغربية المعروفة باسم زهابرونغ ريبتوتشه، ثلاثَ حملاتِ غزوٍ تبتية، وأخضع ثلاث مذاهب دينية منافسة، وقونن تسا ييغ، وهو نظام شريعة شامل ومعقد، وفرض نفسه حاكمًا تحت يديه شبكة واسعة من الموظفين الدينيين والمدنيين. بعد وفاته، قوّض الاحتراب الداخلي والحروب الأهلية سلطة تشابدروغ لفترة امتدت مئتي عام. في العام 1885، تمكن أويغين وانغتشوك من تعزيز سيطرته، وأخذ يمد جسور التعاون مع البريطانيين في شبه القارة الهندية.
في العام 1907، انتُخب يوغين وانغتشوك حاكمًا وراثيًا لبوتان، وعُقدت مراسم تتويجه في 17 ديسمبر 1907، ونُصِّب قائدًا للدولة بلقب دروك غيالبو (ملك التنين). في العام 1910، وقع الملك يوغين مع البريطانيين معاهدة بوناكا والتي نصت على أن الهند البريطانية لن تتدخل في شؤون بوتان الداخلية في حال قبلت بوتان المشورة الخارجية بخصوص علاقاتها مع الخارج.
بعد وفاة يوغين وانغتشوك في العام 1926، اعتلى العرش ابنه جيغمي وانغتشوك، وعندما نالت الهند استقلالها في العام 1947، اعترفت الحكومة الهندية ببوتان دولة مستقلة. في العام 1949، وقعت الهند وبوتان معاهدة سلام وصداقة، والتي نصت على أن الهند لن تتدخل في شؤون بوتان الداخلية بشرط استرشاد بوتان بها في سياستها الخارجية.
في العام 1952، خلِف جيغمي ابنُه دورجي وانغتشوك، وبدأت بوتان بالخروج من عزلتها، وشرعت بتنفيذ برنامج تنمية مخططة كما تأسست جمعية بوتان الوطنية، وجيش بوتان الملكي، ومحكمة العدل الملكية، بالإضافة إلى جملة قوانين جديدة. وفي العام 1971، أصبحت بوتان عضوًا في الأمم المتحدة.[2]
في العام 1972، اعتلى جيغمي سينغي وانغتشوك العرش في سن السادسة عشر. وأولى اهتمامًا بالغًا بالتعليم الحديث، والحوكمة اللامركزية، وتشغيل الطاقة الكهرمائية، وتنشيط السياحة، وإدخال إصلاحات في التنمية الريفية. ولعل أبرز إنجازاته المعروفة دوليًا هي رؤيته التنموية الشاملة «ناتج الإجمالي المحلي من السعادة«.
ووفقًا لتلك الرؤية، يوجد عدة أوجه للتنمية، ولا يجوز الاقتصار على الأهداف الاقتصادية. نتيجةً لرضاه عن سير عملية الانتقال الديمقراطي في بوتان، تنازل عن العرش في ديسمبر 2006 بدلًا من الانتظار حتى صياغة الدستور الجديد في العام 2008. وهكذا، أصبح ابنه جيغمي خيسار ناغمغيل وانغتشوك ملكًا.