تاريخ باريس (1946-2000)
تاريخ الحرب العالميه الثانيه في فرنسا / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، كان سكان باريس يعيشون في بؤس. فدُمرت الصناعة وأصبح السكن غير متوفر وفُرض تقنين الغذاء. لم يرجع تعداد سكان باريس إلى المستوى الذي كان عليه عام 1936 حتى سنة 1946، وازداد تعداد سكان باريس ليصل إلى مليونين و850 ألف نسمة بحلول عام 1954، من بينهم 135 ألف مهاجر، أغلبهم من الجزائر والمغرب وإيطاليا وإسبانيا. استمرت هجرة الطبقة العاملة من الباريسيين إلى الضواحي. انخفض تعداد سكان المدينة خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي (مليونان و753 ألف نسمة عام 1962، و2.3 مليون نسمة عام 1972) قبل أن يستقر أخيرًا في ثمانينات القرن الماضي (مليونان و168 ألف نسمة عام 1982، مليونان و152 ألف نسمة عام 1992).[1]
في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، شهدت المدينة عملية إعادة إعمار ضخمة، فأصبحت باريس تحوي طرقًا سريعة جديدة وناطحات سحاب وآلاف الكتل السكنية. بدءًا من سبعينات القرن الماضي، اهتم الرؤساء الفرنسيون شخصيًا بترك أثر خاص بهم، على هيئة متاحف ومبانٍ جديدة: فامتلك الرئيس فرانسوا ميتران برنامجًا طموحًا أكثر من باقي رؤساء فرنسا منذ عهد نابليون الثالث. فشمل مشروعه غراند ترافو المختص بالعمارة معهد العالم العربي والمكتبة الوطنية الفرنسية الجديدة، ودار أوبرا الباستيل، ووزارة جديدة في فرنسا، وهي وزارة الاقتصاد والمالية، في بيرسي. بالإضافة إلى قوس لاديفونس في حي لا ديفونس، والغراند لوفر وهرم اللوفر الذي صممه المعماري آي. إم. بي في باحة نابليون ضمن قصر اللوفر.[2]
في حقبة ما بعد الحرب، شهدت باريس أكبر حركة تنمية منذ نهاية العصر الجميل عام 1914. بدأت الضواحي بالتوسع بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى بناء ملكيات عقارية اجتماعية ضخمة عُرفت باسم المدن وبدء مشروع بناء لا ديفونس، أو الضاحية التجارية. بُنيت شبكة أنفاق سريعة ضخمة، وتُعرف باسم الشبكة الجهوية السريعة في إيل دو فرانس، لإتمام مترو باريس والوصول إلى الضواحي البعيدة. طُورت شبكة من الطرق في الضواحي المتمركزة حول طريق بيريفيريك السريع الذي يُطوق المدينة، واكتمل بناؤه عام 1973.
في شهر مايو عام 1968، أدى تمرد الطلاب في باريس إلى تغييرات جذرية في النظام التعليمي، وتفكك جامعة باريس إلى حرم جامعية منفصلة.
لم تنتخب باريس عمدة لها منذ الثورة الفرنسية. كان نابليون بونابرت وخلفاؤه المسؤولون عن اختيار المحافظ شخصيًا لإدارة المدينة. في عهد الرئيس فاليري جيسكار ديستان، تغير القانون في الحادي والثلاثين من شهر سبتمبر عام 1975. جرى أول انتخابٍ لعمدة باريس عام 1977، وفاز جاك شيراك بالمنصب، وهو من كان رئيس وزراء سابقًا. عمل شيراك في منصب عمدة باريس لـ 18 عامًا حتى سنة 1995، عندها انتُخب رئيسًا لجمهورية فرنسا. خلفه مرشح آخر عن اليمين، وهو جان تيبيري.