تاريخ اليهود في فرنسا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تتطرق مقالة تاريخ اليهود في فرنسا إلى اليهود والمجتمعات اليهودية في فرنسا. عاش اليهود في فرنسا منذ العصور الوسطى المبكرة على أقل تقدير. كانت فرنسا معقلًا للتعليم اليهودي في أوروبا في العصور الوسطى، لكن اضطهاد اليهود تزايد مع مرور الزمن، إذ طُرد اليهود من موطنهم وعادوا إليه عدة مرات على مدار العصور الوسطى. أضحت فرنسا أول دولة أوروبية تحرر اليهود في القرن الثامن عشر أثناء الثورة الفرنسية. تصاعدت معاداة السامية وانخفضت عدة مرات في تاريخ فرنسا، حيث بلغت ذروتها في تسعينيات القرن الثامن عشر كما هو واضح في قضية درايفوس، وفي أربعينيات القرن العشرين في ظل الاحتلال النازي الألماني وفرنسا الفيشية.
المنطقة |
---|
فرع من |
---|
تمركز معظم سكان فرنسا من اليهود في باريس حتى عام 1919. افتخر العديد من أولئك اليهود بثقافتهم الفرنسية، وشكلوا فئة اليهود الأثرياء. أما اليهود المحافظين فقد عاش معظمهم في الألزاس واللورين اللتان احتلتهما ألمانيا في عام 1871، واستعادتها فرنسا عام 1918 عقب الحرب العالمية الأولى. إلى جانب ذلك هاجر العديد من المهاجرين واللاجئين اليهود من روسيا وأوروبا الشرقية وأوروبا الوسطى إلى فرنسا في أوائل القرن العشرين، ما أدى إلى تغير ملامح اليهودية في فرنسا في العشرينيات والثلاثينيات. إذ كان هؤلاء المهاجرين عازفين عن الانصهار في الثقافة الفرنسية، وأيد بعضهم عدة قضايا يهودية جديدة مثل الصهيونية، والجبهة الشعبية والشيوعية (اللتان تحظيان بشعبية واسعة في أوساط اليسار السياسي الفرنسي).
في الحرب العالمية الثانية، تعاونت الحكومة الفيشية مع المحتلين النازيين لترحيل العديد من اليهود الفرنسيين واليهود الأجانب إلى معسكرات الاعتقال.[1] وبنهاية الحرب فقد 25% من اليهود الفرنسيين حياتهم على يد الهولوكوست، ولكن نسبة الضحايا كانت أقل من معظم نسب القتل في الدول الأخرى التي احتلها النازيون.[2][3]
تأوي فرنسا أكبر عدد من اليهود في أوروبا، وثالث أكبر عدد في العالم بعد إسرائيل والولايات المتحدة. يُقدر عدد اليهود في فرنسا بنحو 480 إلى 550 ألف فرد، ولكن تلك التقديرات تعتمد على تعريف اليهود. تتمركز مجتمعات اليهود الفرنسية في المناطق الحضرية في باريس التي يقطن بها أكبر عدد من اليهود؛ ويليها مارسيليا بنحو 70,000 فرد؛ وتليهما ليون، ونيس، وستراسبورغ، وتولوز.
ينتمي أغلب اليهود في فرنسا في القرن الحادي والعشرين إلى يهود سفارديون أو يهود مزراحيون النازحين من شمال أفريقيا، هاجر معظم هؤلاء أو ذووهم إلى فرنسا بدايةً من أواخر القرن العشرين من المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا الشمالية بعد أن صارت تلك الدول مستقلة. ويشمل هؤلاء طيفًا واسعًا من الطوائف اليهودية بدءًا من الحريديم الأصوليين، وانتهاءً باليهود العلمانيين الذين يتزوجون من غير اليهود ويشكلون الجزء الأكبر من المجتمع اليهودي.[4]
يعيش نحو 200,000 يهودي فرنسي في إسرائيل. تزايدت هجرة اليهود من فرنسا إلى «أرض الميعاد» (عليا) في الآونة الأخيرة اعتبارًا من عام 2010 تقريبًا كرد فعل لتصاعد موجات معاداة اليهود في فرنسا.