تاريخ الماوري
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بدأ تاريخ الماوري مع وصول المستوطنين من بولنيزيا إلى نيوزيلندا (أوتياروا باللغة الماورية)، إثر موجة هجرات عابرة للمحيط باستخدام قوارب الكنو، بدءًا من أواخر القرن الثالث عشر أو بدايات القرن الرابع عشر. بعد قرون طويلة من العزلة، شكل المستوطنون من بولنيزيا حضارة متفردة أصبحت تعرف باسم الماوري.
صنف فرعي من | |
---|---|
جزء من |
عادة ما يُقسم تاريخ الماوري المبكر إلى حقبتين: الحقبة العتيقة (1300 تقريبًا – 1500 تقريبًا) والحقبة الكلاسيكية (1500 تقريبًا – 1642 تقريبًا). تُظهر المواقع الأثرية مثل وايراو بار أدلة على وجود المستوطنات البولنيزية المبكرة في نيوزيلندا. لم تتمكن العديد من المحاصيل التي جلبها معهم المستوطنون البولنيزيون إلى نيوزيلندا من النمو بشكل جيد في ظروف مناخ نيوزيلندا الأبرد نسبيًا، رغم أن العديد من أنواع الطيور والأحياء البحرية الأصلية قد تعرضت للصيد، الذي فنى بعضها حد الانقراض. أدت عوامل مثل تزايد السكان، والمنافسة على الموارد، والتغيرات في المناخ المحلي، أدت إلى حدوث تغيرات اجتماعية وثقافية شهدتها الحقبة الكلاسيكية من تاريخ الماوري. تميزت هذه الحقبة بظهور ثقافة الحرب والقرى المحصنة، جنبًا إلى جنب مع الأنماط الفنية الثقافية المركبة. استقرت مجموعة من الماوري في جزر تشاتام حوالي العام 1500، وشكلت حضارة سلمية منفصلة عُرفت باسم الموريوري.
أحدث وصول الأوروبيين إلى نيوزيلندا، بدءًا من العام 1642 مع أبل تاسمان، أحدث تغييرات هائلة بالنسبة للماوري، الذين تعرفوا على الأطعمة، والتكنولوجيا، والأسلحة، والثقافة الغربية للمستوطنين الأوروبيين، وخاصة من بريطانيا. في العام 1840، وقّع التاج البريطاني مع عدة رؤساء من الماوري معاهدة وايتانغي، التي جعلت من نيوزيلندا جزءًا من الإمبراطورية البريطانية، ومنحت الماوري وضعية المواطنين البريطانيين. اتسمت غالب العلاقات الأولية بين الماوري والأوروبيين (الذين أطلق عليهم الماوري تسمية «باكيها») بطابعها الودي. رغم ذلك، أدت التوترات المتزايدة بخصوص بيع الأراضي المتنازع عليها إلى نشوب الصراع في ستينيات القرن التاسع عشر، وتنفيذ حملات واسعة النطاق لمصادرة الأراضي. تكبّد الماوري خسائر فادحة نتيجة للاضطرابات الاجتماعية والأوئبة الجديدة، وهو ما سبب تناقص عددهم وتضاؤل مكانتهم في نيوزيلندا.
مع بداية القرن العشرين، بدأ تعداد الماوري بالتعافي، وبُذلت عدة جهود لتحسين ظرفهم الاجتماعي، والسياسي، والثقافي، والاقتصادي في المجتمع النيوزيلندي الأكبر. في ستينيات القرن العشرين، لقيت حركة الاحتجاجات مناصرة، ونادت بالتعويض عن المظالم التاريخية. في إحصاء العام 2013، قدّم 600،000 مواطن نيوزيلندي أنفسهم باعتبارهم ماوريين، وهي نسبة تقارب 15% من عدد السكان الوطني.