تاريخ الرادار
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بدأ تاريخ الرادار (بالإنجليزية:: RAdio Detection And Ranging واختصارًا: RADAR، حيث تشير كلمة رادار إلى الكشف عن الموجات الراديوية وتحديد مداها) بتجارب أجراها هاينريش هيرتز في أواخر القرن التاسع عشر أظهرت أن الموجات الراديوية تنعكس على أجسام معدنية. كان هذا الاحتمال مقترحًا من قبل العالم جيمس كليرك ماكسويل خلال عمله الإبداعي في مجال الكهرومغناطيسية. ومع ذلك، لم يكن متاحًا على نطاق واسع حتى أوائل القرن العشرين حين أصبحت الأنظمة القادرة على استخدام هذه المبادئ متاحة على نطاق واسع، وكان المخترع الألماني كريستيان هولسماير أول من استخدمها لابتكار جهاز بسيط لاكتشاف السفن يهدف إلى المساعدة في تجنب التصادم في الضباب (براءة اختراع فخرية رقم 165546). على مدى العقدين التاليين، جرى تطوير العديد من الأنظمة المشابهة، التي وفرت معلومات توجيهية للأهداف على المدى القصير.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
كان تطوير أنظمة قادرة على إنتاج ذبذبات قصيرة من الطاقة الراديوية هو المفتاح الرئيسي الذي سمح لأنظمة الرادار الحديثة بالظهور. يمكن تحديد المدى من خلال التسجيل الوقتي للذبذبات باستخدام جهاز راسم الإشارة، ويمكن من خلال اتجاه الهوائي الكشف عن الموقع الزاوي للأهداف. أما عند دمجهما معًا، فإنهما ينتجان «إصلاحًا»، ويحددان موقع الهدف بالنسبة للهوائي. في الفترة ما بين 1934- 1939، طورت ثماني دول بشكل مستقل، وعلى قدر كبير من السرية، أنظمة من هذا النوع: المملكة المتحدة، وألمانيا، والولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي، واليابان، وهولندا، وفرنسا، وإيطاليا. بالإضافة إلى ذلك، شاركت بريطانيا معلوماتها مع الولايات المتحدة وأربع دول من دول الكومنولث: أستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا، وقد طورت هذه الدول أنظمة الرادار الخاصة بها، وأُضيفت المجر إلى هذه القائمة خلال الحرب.[1] صاغ فيلق الإشارات التابع للولايات المتحدة مصطلح رادار في عام 1939 في أثناء عملها على هذه الأنظمة من أجل القوة البحرية.[2]
كان التقدم خلال الحرب سريعًا وذا أهمية كبيرة، وربما كان أحد العوامل الحاسمة في انتصار الحلفاء. كان المغناترون (الصمام المغناطيسي الإلكتروني)، الذي سمح بإنشاء منظومات صغيرة نسبيًا مع دقة لا تتجاوز المتر الواحد، أحد التطورات الرئيسية في المملكة المتحدة.[3] بحلول نهاية الحرب، كان لدى بريطانيا، وألمانيا، والولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي، واليابان، مجموعة واسعة من الرادارات البرية والبحرية بالإضافة إلى أنظمة صغيرة محمولة جوًا. أما بعد الحرب، توسّع استخدام الرادار ليشمل العديد من المجالات: الطيران المدني، والملاحة البحرية، ومسدسات الرادار للشرطة، وعلم الأرصاد الجوية، وحتى الطب. تشمل التطورات الرئيسية في فترة ما بعد الحرب صمام الموجة الراحلة بصفته وسيلةً لإنتاج كميات كبيرة من الأمواج الميكروية المتماسكة، وتطوير أنظمة تأخير الإشارة أسفرت عن الرادارات المصفوفة الطورية، والترددات المتزايدة باستمرار التي تتيح دقة أعلى. تنسب الزيادات في قدرة معالجة الإشارات إلى إدخال أجهزة الحاسوب ذات الحالة الصلبة التي كان لها أيضًا تأثير كبير في استخدام الرادار.