بريطانيا ما بعد الحرب (1945-1979)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بعد انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، وصل حزب العمال في عهد كليمنت أتلي إلى السلطة وأنشأ دولة رفاهية شاملة إلى جانب إنشائه هيئة الخدمات الصحة الوطنية التي توفر الرعاية الصحية المجانية لجميع المواطنين البريطانيين، وغيرها من الإصلاحات الخاضعة لنظام الفوائد. وقد جرى تأميم بنك إنجلترا والسكك الحديدية والصناعات الثقيلة وعمليات استخراج الفحم. لكن المسألة الأكثر صعوبةً كانت في تأميم الصلب الذي كان يقدم أرباحًا طائلة على عكس المسائل الأخرى. كان الانتعاش الاقتصادي بطيئًا بعض الشيء إلى جانب ضعف القدرة على تشجيع قطاع الإسكان للمواطنين حتى أنه قد جرى ترشيد استهلاك بسبب نقص العديد من الحاجات الأولية، ليكون ذلك «عصر التقشف». أبقت القروض الأمريكية ومنح مشروع مارشال الاقتصاد على قدميه. حصلت الهند وباكستان وميانمار وسريلانكا على استقلالها. كانت بريطانيا قوة عظيمة ضد الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة وساعدت في إنشاء حلف شمال الأطلسي عام 1949. يصف العديد من المؤرخين هذه الحقبة بأنها «وفاق ما بعد الحرب» والتي تؤكد التعاون بين حزبي العمال والمحافظين ودعمهم لعمليات التأميم وإنشاء نقابات عمالية قوية وأنظمة معقدة وأنظمة الضرائب المرتفعة ودولة رفاهية.[1]
البداية | |
---|---|
النهاية | |
المنطقة |
في عام 1951، بدأ حزب العمال فرض رسوم على خدمات الأسنان والنظارات التابعة لهيئة الصحة الوطنية.[2][3] عاد حزب المحافظين إلى السلطة عام 1951، وذلك بعد قبولهم بالكثير من الإصلاحات التي قام بها حزب العمال، وأقرَّ الحزب إدخال رسوم الوصفات الطبية للرعاية الصحية عام 1952 ثم أقرَّ عدم تأميم الصلب عام 1953. لكن أزمة العدوان الثلاثي عام 1956 أظهرت أن بريطانيا لم تعد تمثل القوة العظمى. حصلت غانا وملايا ونيجيريا وكينيا على الاستقلال خلال هذه الفترة. عاد حزب العمال إلى السلطة في عهد هارولد ويلسون عام 1964 الذي قام بالإشرف على سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية بما في ذلك إلغاء التجريم الجزئي للمثلية الجنسية والإجهاض وتخفيف قوانين الطلاق وإنهاء عقوبة الإعدام. أعاد إدوارد هيث حزب المحافظين إلى السلطة من عام 1970 حتى عام 1974، وعمل خلال هذه الفترة على تحويل العملة البريطانية إلى النظام العشري وانضمام بريطانيا إلى الجماعة الاقتصادية الأوروبية إلى جانب ذروة المشاكل في إيرلندا الشمالية. في أعقاب أزمة حظر النفط عام 1973 وإضراب عمال المناجم، قدَّم هيث نظام العمل لمدة ثلاثة أيام أسبوعيًا للحفاظ على السلطة.
عاد حزب العمال إلى السلطة عام 1974 لكن أعقب ذلك سلسلة من الإضرابات التي نفذتها النقابات العمالية طوال فترة الشتاء لعام 1978-79 (المعروفة باسم شتاء الاستياء) والتي شلَّت البلاد وأفقدت حزب العمال أغلبية مقاعده في البرلمان. بعد فوز مرشحة حزب المحافظين مارغريت ثاتشر في الانتخابات العامة عام 1979 ووصولها إلى السلطة، عملت على إنهاء وفاق ما بعد الحرب الذي ساد في العقود السابقة على الرغم من معارضة حزب العمال المكثفة في البداية.