انصهار نووي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الانصهار النووي (بالإنجليزية: Nuclear meltdown) (يُشار إليه أيضًا بانصهار اللب، أو حادثة ذوبان اللب، أو الانصهار، أو ذوبان اللب الجزئي)[1] هو حادثة خطيرة تحدث في المفاعل النووي ينجم عنها تلف اللب نتيجة فرط الإحماء. لم تعتمد الوكالة الدولية للطاقة الذرية[2] ولا اللجنة التنظيمية النووية مصطلح الانصهار النووي رسميًا.[3] عُرّف معنى المصطلح بأنه الذوبان العرضي للب مفاعل نووي،[4] ومع ذلك، يشيع استخدامه في الإشارة إلى انهيار اللب سواء كان كليًا أو جزئيًا.
تقع حادثة انصهار اللب عندما يتخطى مستوى الحرارة التي ينتجها المفاعل مستوى الحرارة التي تُصرّفها أنظمة التبريد إلى درجة يتجاوز فيها عنصر واحد من عناصر الوقود النووي على الأقل نقطة انصهاره. يختلف هذا الأمر عن فشل عنصر الوقود النووي الذي لا ينتج عن درجات الحرارة العالية. قد يكون الانصهار نتيجة فقدان محلول التبريد، أو نقص ضغط محلول التبريد، أو انخفاض معدل تدفق محلول التبريد، أو قد يكون نتيجة انحراف حاد في المفاعل إذ يعمل المفاعل على مستوى طاقيّ يتجاوز الحدود التي صُمم على أساسها. من جهة أخرى، يمكن لحريق خارجي أن يشكل خطرًا على اللب، ما يؤدي إلى الانصهار.
فور بدء عناصر وقود المفاعل بالذوبان، يُخترق غطاء الوقود، ومن الممكن للوقود النووي (مثل اليورانيوم، أو البلوتونيوم، أو الثوريوم) ونواتج الانشطار النووي (مثل نظير السيزيوم 137، أو نظير الكريبتون 85، أو نظير اليود 131) أن تترسب في محلول التبريد. تستطيع الأعطال اللاحقة أن تمكّن هذه النظائر المشعة من اختراق المزيد من طبقات الحاوية. يمكن للبخار المحمص والمعدن المسخّن داخل اللب أن يقودا إلى تفاعلات بين الوقود ومحلول التبريد، أو إلى انفجار هيدروجيني، أو طرق مائي، وهي حوادث كل منها قادر على تدمير أجزاء من الحاوية. يُعتبر الانصهار خطيرًا للغاية بسبب احتمالية اختراق المواد المشعة الحاوية كلها وهروبها (أو انطلاقها) إلى البيئة، مسببة تلوثًا إشعاعيًا وتهاطلًا نوويًا، وقد تؤدي إلى تسمم إشعاعي يصيب الناس والحيوانات القريبة.